أجمعت غالبية الصحف الغربية التي صدرت أمس الثلاثاء على التشكيك في السبب المعلن عن استقالة بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، ولم تعرها أهمية، كونها الأولى في تاريخ الفاتيكان منذ العصور الوسطى، ولم تساير السبب الذي طرحه بابا الفاتيكان، كونه تقدم في السن، ولم يعد قادرا على العطاء. الرجل قبل بهذا المنصب الروحي والسياسي عام 2005 وعمره قد تجاوز الثامنة والسبعين وكان يعلم أنه على حافة الثمانينيات من العمر، فقامت كل الصحف الغربية وليس العربية، بتقديم كرونولوجيا تواجد البابا على رأس الفاتيكان على مدار ثماني سنوات، وكان تركيزها الأول على فضائح الاغتصاب والاعتداء الجنسي على الأطفال داخل الكنائس من طرف قسيسين ورهبان، وهو الملف الذي فتحه البابا جون بول الثاني، ولكنه توفي قبل الخوض فيه، ووجد البابا الجديد صعوبة في طرقه، خاصة عندما اختفت في ظروف غامضة الكثير من الوثائق من الفاتيكان، وكان كلّما حاول الهروب إلى الأمام بطرح مشاكل أخرى، إلا ووجد من ينتقده من المسيحيين، خاصة في حادثة جامعة راتيسبون في سبتمبر2006 عندما سأله أحد الطلبة عن علاقة الأديان بالعنف فراح يستشهد بمقولة أرشيفية مسيحية قديمة تعود إلى القرن الرابع عشر، حيث سأل "أروني ماذا قدّم محمد، لن تجدوا غير الفساد واللاإنسانية"، وهو ما هزّ العالم الإسلامي، وتعرض مسيحيون للتصفية الجسدية في الصومال والعراق جراء هذا التهور الفكري من البابا، كما تقدمت باحتجاج رسمي دولتا ماليزيا وإيران، واكتفى بقية علماء المسلمين ومفكريهم برسالتين مفتوحتين للفاتيكان، ولم يعتذر أبدا بابا الفاتيكان عن إساءته لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، رغم أنه عاد في محاضرة أخرى، وقال، بأنه يحترم الأديان الكبرى ومنها الإسلام. وحتى زيارته للأرض المحتلة واعترافه بإسرائيل، اعتبر الأهم منذ قيام هذا الكيان من الفاتيكان، حيث مكث مع الإسرائيليين مطولا بكل أطيافهم الدينية، وقال كلاما حسنا عن اليهود، ولم ينتقد عمليات تهويد القدس الذي يشهد التاريخ أنه إسلامي ومسيحي، ولم يستقبل في سنواته الثمان من المسلمين غير ملك السعودية عبدالله عام 2007 وأمير الأردن غازي بن محمد بن طلال عام 2009. بعض الساسة من الفرنسيين ومنهم وزير الداخلية والأديان الأسبق لم يستحسنوا ما قاله الرئيس الفرنسي هولاند عندما أكد أن فرنسا لن تقدم مترشحا من كنيستها للفاتيكان، واعتبره إلحادا من الرئيس الفرنسي. يبين استهزاءه بالأديان، ولكن آخرين فهموا قول الرئيس الفرنسي الذي كان يقيم ندوة صحفية مع الرئيس النيجيري، ديبلوماسية من رئيس، علم أن رجل دين من نيجيريا سيترشح لخلافة البابا المستقيل، فمنحه الضوء الأخضر.