يواصل الناخبون المصريون اليوم، الإدلاء بأصواتهم لليوم الثاني على التوالي لانتخاب رئيس جديد للبلاد في انتخابات مسبقة لا تحمل أي رهانات، ولا ينتظر من نتائجها أية مفاجآت في ظل تأكيد كل المعطيات على فوز المشير عبد الفتاح السيسي، أمام منافسه الوحيد حمدين صباحي. وجرت عملية الاقتراع في يومها الأول وسط هدوء حذر دون حدوث أي طوارئ أو هجمات من شأنها تعطيل المسار الانتخابي كما كان متوقعا قبل ايام. وشوهدت في الفترة الصباحية طوابير من الناخبين خاصة من كبار السن والنساء بمراكز التصويت بالقاهرة، التي سرعان ما بدأت تتلاشى مع بلوغ فترة الظهيرة بسبب الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة. وكانت وزارة الداخلية المصرية، جندت اكثر من 700 ألف بين جندي وشرطي لتأمين أكثر من 11 ألف مركز انتخابي موزعين عبر 27 محافظة، تضم أكثر من 13 ألف لجنة انتخابية فرعية و352 لجنة عامة. يشرف عليها حوالي 16 ألف قاض وتحت مراقبة 700 ملاحظ أجنبي من ست منظمات إقليمية ودولية منها الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى قرابة 17 ألف مراقب محلي. واتخذت السلطات الأمنية إجراءات مشددة قبل يومين من موعد الاقتراع، كثفت على إثرها من تواجد قواتها أمام مكاتب الانتخابات والمنشآت العامة ومحاور الطرقات. والى غاية منتصف نهار أمس، لم تصدر أي تقارير أو إشارة إلى وجود خروقات أو أعمال أخرى من شأنها إعاقة الانتخابات. وهو ما أكده مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون الانتخابات، الذي قال أنه لم يسجل ما يعكر صفو هذا الموعد في الساعات الأولى من فتح صناديق الاقتراع. غير أن اليوم الأول لم يخل من بعض أعمال الشغب والعنف التي اعتبرتها السلطات المصرية أنها معزولة وغير مؤثرة على سير عملية الاقتراع. وأكد محافظ الجيزة، أن هذه الأخيرة شهدت عدة حوادث منها إبطال قنابل تقليدية الصنع ومحاولات لإثارة الشغب خاصة في منطقة كرداسة معقل جماعة الإخوان المسلمين المحظورة. وقال أن أنصار الحركة تجمهروا أمام مكتب للتصويت وحاولوا منع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم إلى انه تم احتواء الموقف والتعامل بسرعة مع هذا الطارئ، مؤكدا انه تم تأمين المقار الانتخابية بصفة جيدة. ونفس المشهد عرفته محافظة كفر الشيخ بأقصى شمال القاهرة، حيث تم إبطال مفعول قنبلة وضعت بإحدى محطات القطار مما أدى إلى توقف حركة القطارات لعدة ساعات في نفس الوقت الذي أبطل فيه خبراء المتفجرات قنبلتين وضعتا قرب إحدى اللجان الانتخابية التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية. وسجل بمنطقة مغاغة بمحافظة المنيا في صعيد مصر، قيام مجموعة من عناصر الإخوان المسلمين بأعمال شغب لمنع الناخبين من التصويت قبل أن تقوم قوات الشرطة بتفريقهم باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع. وألقي القبض على 10 أشخاص ببني سويف شمال الصعيد، كانوا يحاولون إلقاء قنابل على إحدى الكنائس بالمنطقة وإشعال النار بمحولين للكهرباء في نفس الوقت الذي سجلت فيه مواجهات بين أنصار الإخوان المسلمين المعارضة للسلطة وقوات الأمن بالزقازيق بمحافظة الشرقية.