ما لا يعرفه والي ولاية الجزائر العاصمة، أن الأمطار الأخيرة كشفت سياسة ”البريكولاج” في العديد من بلديات الولاية التي لا تعير أي اهتمام لمعايير الجودة والنوعية في المشاريع مادام المال العام متوفرا والدفع مضمونا. فكم بلدية زارها الوالي في المدة الأخيرة وكان كل شيء فيها على ما يرام؟ لكن الحقيقة عكس ذلك. لأن البالوعات التي كانت تبدو صالحة لامتصاص مياه الأمطار اتضح أن غالبيتها إما مسدودة أو وضعها أصحابها في مستوى أعلى من الطريق، وهذا اختراع جديد لا يوجد إلا في بلدياتنا، بحيث تكون فيه المياه في مستوى منخفض عن البالوعات بدل العكس!؟ أما عن وضعية الطرق، فحدّث ولا حرج، فعادة ما تكون مستوية لحظة مرور موكب الوالي أو الوزير، لكنها بمجرد نزول قطرات الأمطار الأولى تعود إلى وضعيتها لأن سياسة الترقيع والغش لا تدوم. فالحفر التي تٌسد بالرمل تتحول إلى برك وفخخ للسيارات مع سقوط الأمطار. إن وضعية الطرق تقتضي المتابعة الدقيقة والمراقبة الصارمة للمؤسسات المكلفة بالمشاريع ومدى احترامها لمعايير الإنجاز، تفاديا للغش المفضوح الذي يثير تحرك السلطات المعنية إن على المستوى البلدي أو الولائي، وليس أدل على ذلك من الطرق التي تمت تهيئتها وتعبيدها مؤخرا ولم تعمّر طويلا لتسجل بها انزلاقات وتشققات وحفر. والأكيد أن هذا الوضع لم يكن ليحدث لو تمت هذه المشاريع تحت إشراف خبراء ومهندسين يفقهون مهنتهم ولا يسمحون بأي تهاون في الإنجاز أو تلاعب بالمال العام.