شهدت شوارع بلديات قسنطينة أمس، مئات البرك من المياه والأوحال، بعدما تشبعت طرقها وأرصفتها بمياه الأمطار، التي تهاطلت بغزارة طيلة ال 72 ساعة الماضية، فاضحة معها البريكولاج وهشاشة الهياكل القاعدية وشبكة الطرق بالمدينة، بالرغم من الأموال، التي تصرف سنويا في سبيل تهيئة الطرق وشبكات الصرف، غير أن سياسات الترقيع تفرض نفسها في كل مرة، مخلفة صورا كارثية عن مدينة بحجم عاصمة، تتخبط في مشاكل تجاوزتها بعض البلديات الصغيرة. مشهد قسنطينة وهي تغرق في البرك الناجمة عن فيضان بالوعات الصرف الصحي، التي تعاني اهتراء في مجملها، بات صورة مألوفة تتجدد عند كل تساقط مطري يدوم أكثر من يوم واحد، بسبب انسداد مجاري الصرف، التي تتحول إلى شلالات تتدفق منها مياه الأمطار والصرف، مخلفة سيولا على مستوى الطرق، هذه الأخيرة، التي تعاني بدورها من انتشار الحفر والمطبات، أين تتجمع المياه مشكلة بركا تفرض اكتظاظا مروريا خانقا، هذا فيما تتجمع أكوام الأتربة الناجمة عن مخلفات الأشغال في شكل برك من الأوحال، لم تسلم منها حتى الأرصفة، التي لا يجد مستعملوها فرقا في السير فوقها أو على الطرق، كونها تعاني بدورها الاهتراء والحفر، وتمتد البرك على امتدادها. خاصة على مستوى الأحياء المنخفضة وضعية تتكرر كل فصل شتاء، بالرغم من تأكيد المصالح المسؤولة، خصوصا على مستوى البلدية، استعدادها وجاهزيتها لاستقبال فصل الأمطار، من خلال مخططات تهيئة وصيانة وتنظيف البالوعات، غير أن الواقع لا يعكس الأمر، بل أن المدينة بمختلف تفرعاتها الحضرية تعاني الفوضى مع بداية كل شتاء، وتغرق في مياه بالوعاتها حتى نهاية الفصل. الوضع الذي يطرح تساؤلا كبيرا حول استعداد المدينة حقا لاحتضان تظاهرة بحجم عاصمة الثقافة العربية، بعد سنة من الآن، وهي التي تنفق الملايير على مشاريع جديدة وضخمة، في وقت تعاني فيه أبسط هياكلها وضعية محرجة، فهي المدينة الوسخة صيفا والفوضوية شتاء باعتراف من مسؤوليه بدأت مشاكل ترامواي قسنطينة في الظهور، مع أولى زخات المطر التي تهاطلت على المدينة طيلة يومين، حيث توقف أول أمس، عن الخدمة، بعدما غرقت سكته في الأوحال بشكل منع المشرفين على تسييره من تشغيله طيلة اليوم، مخافة من انزلاق إحدى عرباته بسبب الأوحال، تفاديا لكارثة حقيقية قد تنجر عن ذلك، خصوصا في ظل ضيق الشوارع المحاذية لمساره. وتتحمل الشركة الإيطالية بيزاروتي مسؤولية الوضع، كونها لم تلتزم باستكمال أشغال التهيئة التابعة لمشروع الترامواي التي فازت بصفقة إنجازه، حيث تخلت عن الجزء الخاص بأشغال التهيئة الخارجية، تاركة المحيط المحاذي لمساره، على حاله دون أن تنهي الروتوشات الباقية، ما سبب تكدس أكوام الأتربة ومخلفات بعض الأشغال. جمال بوعكاز