طالب المشاركون في الندوة التاريخية التي نُظمت أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة حول الفقيد موريس أودان، بضرورة تحمّل السلطات الفرنسية كامل مسؤوليتها في الكشف عن مكان دفن رفات هذا الرجل الذي تعاطف مع الثورة التحريرية المجيدة، ودافع عن القضية الجزائرية رغم التهديدات بالتصفية التي كان يلقاها من قبل الشرطة السرية الفرنسية آنذاك. وشدّد الباحث في مادة التاريخ بجامعة الجزائر محمد رباح في هذه الندوة التي احتضنها منتدى "المجاهد" بالجزائر العاصمة، تحت شعار "حياة ونضال الفقيد أودان من أجل استقلال الجزائر بمناسبة إحياء الذكرى ال57 لفقدانه"، على ضرورة الكشف عن المكان الذي تم فيه دفن جثمان هذا الأخير الذي اغتاله جيش الاحتلال في جوان 1957، بسبب تعاطفه مع الثورة. وأكد السيد رباح في هذا الإطار، أن الوقت حان لتبدي فرنسا شجاعتها للكشف عن مصير كافة الشهداء والمناضلين الذين تمت تصفيتهم، ولاتزال قبورهم منسية ومجهولة إلى حد الساعة، على غرار الشهداء محمد بونعامة والعربي التبسي ومحمد بوقرة.. وغيرهم ممن صنعوا بطولات الثورة وثاورا ضد همجية الاستعمار الفرنسي الأعمى، مشيرا إلى أن السلطات الفرنسية تبقى مدانة أمام الرأي العام المحلي والدولي بالتصفية الجسدية للجزائريين وغيرهم من المتعاطفين مع القضية الوطنية وإخفاء جثثهم، وهو ما يتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. كما ذكّر المتحدث بأنه من واجب فرنسا الكشف عن مصير جثامين هؤلاء الأبطال، الذين أبدوا رفضهم الشديد للظاهرة الاستعمارية، باعتبار أن الشعب الجزائري يبقى يطالب به إلى غاية رضوخ السلطات الفرنسية للأمر الواقع. وبعد أن تحدّث عن حياة موريس أودان وتعلقه بالجزائر وبثورة الفاتح نوفمبر المجيدة، تطرّق المحاضر لتفاصيل اعتقاله على أيدي عسكريين من الكتيبة الأولى للمطاردين المظليين (القوات الخاصة الفرنسية)، مرجحا أن تكون وفاته تحت تأثير التعذيب، كما استدل بذلك بما كتبه هنري علاق في كتابه "القضية". ومن جهته، أبرز الأستاذ بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا حسن بن بشير، الشجاعة التي كان موريس أودان يتصف بها، لاسيما في دعمه للثورة ورفضه للاستعمار، وهو ما كلّفه حياته، على حد قوله، مذكّرا بأن استحداث جائزة للرياضيات تحمل اسم "موريس أودان" للحائزين على شهادة الدكتوراه بكل من الجزائروفرنسا، يُعد تخليدا قويا للمسيرة التاريخية لهذا الرجل المناضل، الذي سجّل اسمه بماء الذهب في سجل شهداء الثورة. وللإشارة، كانت المناسبة فرصة لتقديم بعض الشهادات الحية لبعض رفاق درب أودان، الذين أثنوا على الجهود الكبيرة التي كان يبذلها في تقديم السند للثورة، ولقاءاته بمناضلي جبهة وجيش التحرير الوطني.