شكل موضوع شهداء الثورة التحريرية المجيدة دون قبور من أمثال محمد بوقرة و الشيخ العربي التبسي و علي بومنجل و حمو بوتليليس موضوع الندوة التاريخية التي إحتضنها يوم الخميس مقر يومية المجاهد بالجزائر العاصمة. و في هذا الإطار أوضح الأستاذ محمد عباس أن شهر مارس يعتبر "شهر الشهداء" إستشهد خلاله أقطاب الكفاح ضد الإحتلال الفرنسي للجزائر من أمثال العربي بن مهيدي و مصطفى بن بولعيد و العقيدين سي الحواس و عميروش. و أضاف أن العديد من شهداء الثورة التحريرية المظفرة هم بدون قبور كالعقيد محمد بوقرة وحمو بوتليليس و الصحفي محمد العيشاوي. أما الباحث في التاريخ محمد رباح فقد ركز في مداخلته على شخصية المناضل موريس أودان "الذي ساند القضية الجزائرية و كافح من اجل نيل الجزائر لإستقلالها و حريتها". و أضاف أنه في جوان 1957 ألقى المظليون الفرنسيون القبض على هذا العالم الجليل في علوم الرياضيات حيث تعرض لابشع أنواع التعذيب ليتم الإعلان بعد ذلك عن اختفائه ليتبين بعد ذلك ان موريس أودان توفي تحت التعذيب وأن السلطات الاستعمارية قامت بإخفاء جثته. من جانبه تطرق المجاهد عمار بن تومي للمسيرة النضالية للشهيد علي بومنجل أحد أبرز محامي جبهة التحرير الوطني إبان الثورة التحريرية المجيدة وكذا ظروف اختفائه المأساوي واغتياله. و بعد أن ذكر أن الشهيد الذي تلقى دراسته الثانوية بالبليدة إلتقى بعبان رمضان وبن يوسف بن خدة وسعد دحلب و محمد يزيد تحت إشراف لمين دباغين مضيفا أن علي بومنجل كان مستشار عبان رمضان في بعض الأمور القانونية. و ذكر أن بعد إلقاء القبض عليه من قبل السلطات الإستعمارية عذب بصفة وحشية و مات تحت التعذيب ليلقى به من الطابق السادس من إحدى العمارات بالعاصمة وتم تكييف الوفاة أنذاك على أنها "انتحار". و للإشارة تندرج هذه الندوة التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد في إطار العدد السابع لمنتدى الذاكرة. في ختام الندوة أعلن محمد عباد رئيس الجمعية أنه بمناسبة تخليد ذكرى مجازر 8 ماي 1945 سيتم التطرق إلى موضوع "النضال داخل السجون و المعتقلات" ضد الإستعمار الفرنسي.