يرتبط موسم الصيف بالحرارة التي تبعث العائلات للبحث عن أماكن للاستجمام والراحة ويبدو أنه وثيق الصلة برغبات الناس في تنويع الأذواق، العائلات الباتنية لا تخرج عن هذا الطرح في وجود التنوّع وهو يشكّل المعيار الأساسي أمام الفرص المتاحة للترويح عن النفس. مقارنة بوقت سابق سيجد الباتنيون هذه الصائفة متعة حقيقية في وجود مرافق سياحية وأمكنة للتسلية أفرغت محتوى ممرات بن بولعيد التي ظلت المتنفس الوحيد للعائلات طيلة الصيف خصوصا من قبل الفئات المحدودة التي يتعذّر عليها الإستمتاع بفرص المخيمات الصيفية والتنقل للسواحل الجزائرية. من هذا المنطلق سطرت لجنة الشؤون الاجتماعية الثقافية والرياضية لبلدية باتنة برنامجا ثريا يتضمن في مضامينه تلبية رغبات أفراد المجتمع في المجال الثقافي، حيث أكّد النائب المكلّف بالشؤون الاجتماعية السيد حسان إيترارن في حديث خصّ به "المساء" أنّ البرنامج يعتبر فرصة رائعة لكل أفراد العائلة للخروج والتمتع بنشاطاته التثقيفية والترفيهية. وسيغطي مساحة مهمة في انشغالات العائلات وقد دخل البرنامج حيّز التنفيذ يوم 30 جوان الماضي لتحقيق طموح فريق متكامل أعدّ المخطط التوجيهي لتفعيل النشاط الثقافي بالولاية منذ عدة أشهر وأضاف: "إننا نتطلّع لأن تصبح المدينة مهرجانا ثقافيا لا ينقطع ويتنوع بتنوع فصول السنة في أجواء المهرجانات الثقافية التي تشكّل حدثاً منتظراً على جدول الفعاليات المتزايدة باستمرار، خصوصا في هذه الصائفة التي تتقاطع فيها الفعاليات تزامنا مع حدثين هامين عيدي الشباب والاستقلال ومهرجان تيمقاد الدولي في طبعته الثلاثين" . يأتي مشروع برنامج ليالي صيف باتنة في طبعته الأولى ليؤكّد دور المجلس البلدي المتكامل للتكفل بانشغالات المواطنين في جميع الميادين، وعود تجسّدت عمليا في ظرف قياسي وتجاوزت الوعود الحزبية لتتوج بميلاد منتوج ثقافي على مدار ستين يوما روعي فيه البعد السياحي والثقافي للمنطقة، ويتضمّن تقديم معارض للفنون التشكيلية، عروض مسرحية، أشرطة أفلام ثقافية واجتماعية، سهرات فنية مخصصة للعائلات، ألعاب سحرية وعروض لعرائس القراقوز فضلا عن عروض كرنفالية للكبار والصغار. وستمتد المشاركة لفناني المنطقة ممثلين مسرحيين وجمعيات المسرح، وتنسق في المهرجان هيئات القطاع الثقافي بالولاية وبلدية باتنة . ولتوفّر الإمكانيات والمرافق لم يعد هناك ما يبرر تجارب فاشلة في احتواء الفعل الثقافي، وهو ما سيساهم في إثرائه في فترة الصيف وتمديد الموسم الثقافي إلى تطلعات القائمين على هذا النشاط. كما أنّ هذا برنامج اللجنة لا ينحصر على هذه التظاهرة بل هناك من المبادرات ما يحوّل المنطقة إلى حدث ثقافي آخر برز في البرنامج المعدّ خصيصا للطبعة الأولى للربيع المسرحي ضمن المرامي الهادفة لخلق أجواء وتقاليد ثقافية لتذوق فن المسرح، ويتضمن البرنامج تقديم عروض مسرحية، مونولوجات، ومسرحيات للأطفال بمساهمة كلّ المسارح الجهوية عبر الوطن، وستخصّص جوائز تقديرية لأحسن الأعمال المقدمة سواء عن عروض المسرح للكبار والأطفال والمونولوج. وإضافة لمشروع الطبعة الأولى للمهرجان الوطني للفنون الشعبية الذي يرعاه رئيس المجلس الشعبي البلدي وسيدوم عشرة أيام تعكف اللجنة على تحضيره بجدية بتنوع أنشطته المتضمنة إقامة معارض للباس التقليدي، الحلي التقليدية، صناعة الفخار، النحاس والخزف، أمسيات شعرية ومحاضرات بمشاركة الفرق الفلكلورية الشعبية، شعراء الملحون، الأدباء والمختصون في التراث والفنون التقليدية وحرفي الصناعات التقليدية . وفي قاموس اللجنة مشروع إنشاء مجلة ثقافية تشكّل منبرا إعلاميا يسعى من خلالها المشرفون عليها لنقل أنشطة المجلس البلدي، ونشر مواضيع أخرى لها علاقة بمنهجية التحليل الثقافي، وموضوعات عن السياحة بالأوراس .