يفكر العديد من سكان قرية الحوط الواقعة جنوب بلدية العوانة في العودة الى قريتهم التي خلت منهم قسرا اثناء عشرية مضت جراء ما عانته من خوف وترهيب انبثقت عنهما هجرة جماعية نحو مدينة جيجل وبعض المدن الأخرى. لكن وبعد عودة الامن بات سكان هذه القرية الجبلية يفكرون في العودة إليها لبعث الحياة بها من جديد حيث يعتمدون على الفلاحة الجبلية وتربية المواشي التي تعتبر بالاساس مصدر رزقهم غير ان هذا التفكير قد يصطدم بواقع مر باعتبار ان القرية فقدت الكثير من معالمها، حيث اختفت طرقها الترابية ودمرت بعض منازلها ونهب البعض الآخر منها كما خربت مدرستها الاساسية بعد ان تحولت بملاحقها المتواضعة الى اطلال تروي للزمان والاجيال أنها انجبت للمنطقة وللجزائر اطارات تفتخر بها وهي التي تحمل اسم أحد أبنائها البررة الشهيد علي شويعل. سكان قرية الحوط الذين حرموا ولسنوات عديدة من نسيمها العليل ومن تذوق مائها العذب ومن فاكهة أشجارها المتنوعة وجودة زيتها وزيتونها، ولئن تأخرت عودتهم قسرا فهم يطالبون سلطات ولاية جيجل بالالتفات لقريتهم حتى لا تبقى خارج برامجهم التنموية ويحثون بلدية العوانة على ان تلتفت جنوبا بعد سقوط كل المبررات التي جعلت هذه القرية منسية ويؤكدون لرئيس المجلس الشعبي البلدي من خلال جريدة المساء أن الحياة بقريتهم ليست مستحيلة وأنهم لا ينتظرون منه ومن سلطات الولاية سوى بادرة تشجيع قصد العودة إلى منازلهم المهجورة. ويقول بعض ابناء قرية الحوط ان قريتهم في حاجة الى شق طريقها الترابي من جديد وان ذلك لا يتطلب التقدم بطلب خطي او عريضة ولا القيام باحتجاج طالما ان عودة الحياة تتطلب تهيئة شاملة وهو حق مشروع كما يطالب هؤلاء المهجرين بإعادة ترميم مدرستهم الوحيدة لضمان تمدرس منتظم لاطفالهم وكذا توصيل الكهرباء التي تعد أيضا من الضروريات الملحة التي تشجع على عودة ابناء القرية الى حياتهم الطبيعية. للإشارة فإن قرية الحوط كانت قد هجرت من سكانها اثناء الثورة التحريرية المباركة في سنة 1958 حيث اعتبرت آنذاك منطقة محرمة ولم تعمر إلا بعد الاستقلال لكنها وحتى بعد الاستقلال ظلت منسية من قبل السلطات العمومية فلم تستفد إلا من مرفق واحد تمثل في مدرسة اساسية ومسكن للمعلمين فيما بقيت شبكة الطرق بها بيدائية حيث لم تخضع للتهيئة اما الكهرباء فهي مجرد حلم يراود مخيلة ناس القرية.