رغم أن شاطئ النخيل أو "بالم بيتش" باسطاوالي، غرب العاصمة، يشهد تدفقا كبيرا للمصطافين، وزحمة لا تطاق فإن العديد من المصطافين أرادوا - بتصرفاتهم غير الحضارية والحضرية -أن يحوّلوا هذه النعمة إلى نقمة، وينغصوا حياة السكان المجاورين، الذين اشتكى بعضهم من ذلك، وطالبوا بفرض احترام مشاعر الغير. يتحدث سكان "بالم بتيش" هذه الأيام عن قدوم آلاف المصاطفين واتخاذهم من الحي السياحي المشهور مكانا لقضاء صيف ينعمون فيه بأجواء مميزة نهارا وليلا، لكن كلما اقترب فصل الصيف استعد سكان المنطقة لذلك من جانبيين، الأول يتعلق بتوفير خدمات يجنون منها أرباحا تعادل ما يجنونه في الفصول الأخرى، فيصنعون بذلك حركة تجارية تجلب وتغري المارة، كإلاطعام والإقامة والترفيه وتوفير مختلف المستلزمات، والجانب الثاني يتعلق بأخذ الاحتياطات مما قد يصدر من المصطافين من تصرفات غير لائقة تضر أولا بالقاطنين بهذا الحي الكبير، الذي يكبر حقا في أعين المصطافين كلما حان وقت الصيف وقضاء العط لة، وفي هذا السياق ذكرت لنا الآنسة (لطيفة.م) أن هناك من المصطافين من يرغبون في أخذ قسط من الراحة بهذا المكان الجميل ولكن على حساب راحة الآخرين، بمعنى أن التجاوزات تأتي من طرف المصطافين العابرين الذين يقضون يومهم في البحر، لكنهم لا يتورعون عن معاكسة فتيات الحي، مما يدخلهم في مشادات وشجارات مع أفراد العائلة، وتضيف محدثتنا أن العائلات المصطافة التي تستأجر الفيلات الفاخرة على مقربة من البحر، تعمد إلى كسر سكون الليل بالموسيقى الصاخبة المنبعثة من النوافذ وقضاء، ليالي بيضاء (يوميا) دون الحصول على تراخيص من الجهات المعنية، وقالت محدثنا: "صار كل من هب ودب يطلق العنان للموسيقى الصاخبة وينغص حياة السكان المجاورين" لكن - حسب المصدر - لا أحد يقدم شكاوى مكتوبة إلى الجهات المعنية، ويكتفون بالاحتجاج شفهيا.
ويذكر سكان شاطئ النخيل أنه رغم هذه التجاوزات إلا أن الأمن متوفر، وبكثافة ولولا وجود هذا الجهاز لتحول المكان إلى شيء آخر، مؤكدين أن ثقافة الاصطياف واحترام الحريات، لا تزال بعض الفئات بعيدة عنها كل البعد، وفي هذا الصدد ذكر لنا (كريم. د) يقطن بالحي ويعمل بوسط العاصمة، أنه كثيرا ما يتشاجر مع العائلات الوافدة التي تقيم بالفيلات المجاورة ولا تعير أدنى اهتمام للسكان المقيمين بالمكان "تصوروا أني لا أستطيع الخلود إلى النوم بسبب سهراتهم، وحتى مكان سيارتي بحظيرة الحي المخصصة لنا لا أجد بها مكاني.." مشيرا إلى أن فصل الصيف صار هاجسا حقيقيا للسكان، أما ماعدا ذلك فيذكر محدثنا أن أجواء "بالم بيتش" ليلا قد لا تضاهيها أجواء شواطئ أخرى. ويطالب سكان الحي بحل مشكل الزحمة والطوابير اللامتناهية من السيارات ليلا ونهارا، وذلك بالتفكير في إنجاز طريق اجتنابي آخر يمكن من إعادة السيولة المعهودة للمسالك ، وفي هذا الإطار يؤكد سكان المنطقة أن أعوان الدرك الوطني والشرطة يبذلون جهودا كبيرة في فك الخناق المروري، والذي كثيرا ما يتسبب في تعطيل مصالح المارة، وتأخرهم في الوصول إلى أماكن العمل أو العودة إلى المنازل، ويذكر (كريم. د) أن مصالح تنظيم المرور عمدت إلى جعل الطريق المؤدي إلى الشاطئ و اتجاه وحيد، يدخل منه اصحاب السيارات إلى الحي ويخرجون من طريق شاطئ "أزور" المحاذي، لكن رغم هذه الاجراءات إلا أن صور الطوابير لم تغادر المكان، كون العدد الهائل للمركبات وشهرة الشاطئ زادت من التوافد، والتدفق الكبيرين للمصطافين.