ليسوا سواء.. درجة الحرارة راوحت 32 درجة مئوية، التوقيت منتصف النهار، وجهتنا الرئيسية شاطئ »بالم بيتش« و»أزير بلاج«، بينما كنا نسير بالطريق السريع كنا نتوسط سيارات ترقيمها بالعاصمة. * شواطئ بالما أثينا وسوسة ومارينا تستقطب أثرياء الجزائر * لكن بمجرد ولوجنا الطريق المؤدي إلى سيدي فرج، حتى تغيّر ترقيمها لتشمل كل الولايات بما في ذلك الساحلية منها... كيلومتران فقط كانا كافيين لأن نستنشق نسيم البحر ونحط رحالنا وسط المصطافين من درجة ثانية... * * "لحية بابا"، الشاي والمرطبات تغزو الشواطئ * أول ما أثار انتباهنا وأقدامنا تطأ حظيرة السيارات بشاطئ بالم بيتش، التعزيزات الأمنية المشددة التي سخرتها مصالح القيادة العامة للدرك الوطني، حيث كان أعوان الدرك الوطني يطوفون من حين لآخر عبر الشريط الساحلي لشاطئ النخيل، ما لاحظناه أيضا غياب عربات الأكل السريع نظير التعليمة الصادرة عن وزارة الصحة القاضية بمنع بيع المأكولات وتحرير المخالفات على المخالفين، ومع ذلك لاحظنا توافد تجار الشواطئ غير الشرعيين البعض منهم بعربات ينادون بأعلى أصواتهم بأنواع المثلجات والمرطبات والحلويات على غرار »لحية بابا«، الفطائر... وآخرون بقففهم حاملين أباريق الشاي والقهوة، كلما حاولنا الاقتراب منهم كانوا يهربون منا، بعضهم كان يترصد عدسات مصورنا علّه يلتقط لهم صورا في غفلة منهم، لكن الطريف في كل هذا أن أحد مالكي المظلات المعروضة بالشاطئ وبينما كنا نتحدث مع العائلات المصطافة دخل معنا في مناوشات كلامية على خلفية أننا كنا وراء الحملة التي قام بها أعوان الدرك الوطني بحر الإثنين الماضي والتي أسفرت عن حجز مظلات ومعدات السباحة المعروضة بالشواطئ. وما أثار انتباهنا أيضا، أن أغلب التجار الناشطين عبر الشواطئ هم أطفال لا يتعدى سنهم 18 سنة واستنادا للهجاتهم وهيئاتهم فإنهم من خارج العاصمة. * * الدرك يستهل حملاته من شاطئ "بالم بيتش" و"أزير بلاج" * كانت أول خرجة ميدانية لأعوان الدرك الوطني بشواطئ العاصمة هذا الموسم بالشواطئ الغربية للعاصمة، أين أسفرت حملة المداهمة التي نظمتها الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بزرالدة وسرية التدخل بحر الأسبوع الماضي بشواطئ كل من »بالم بيتش، أزير بلاج، كاريو« بسيدي فرج والرمال الذهبية بزرالدة عن توقيف 10 أشخاص، وحجز 192 مظلة و154 كرسي بلاستيكي، 8 كراسي خشبية، 32 حوضا بلاستيكيا، 21 غرفة هوائية من مختلف الأشكال والعتاد البحري الذي كان معروضا عبر هذه الشواطئ بصفة غير قانونية. * * توافد 20 ألف مصطاف من الأغنياء على الشواطئ الغربية * شهد شاطئا »بالم بيتش« و»أزير بلاج« على مدار شهر جوان معدل 20 ألف مصطاف يوميا، أغلب العائلات التي التقينا بها ب»أزير بلاج« قدمت من ولايات خارج العاصمة، فحسب ترقيم سياراتها فهي من عين الدفلى، المسيلة، تيبازة، البليدة، عنابة، تيارت، سطيف... أما العائلات المتواجدة ببالم بيتش فأغلبها من القبة، حيدرة، الأبيار، باب الوادي، سطاوالي وأخرى من الجالية الجزائرية. * الفرق كان واضحا بين المصطافين من الطبقة الكادحة والمصطافين من درجة ثانية أو من رتبة الأغنياء. بمجرد أن وطئت أقدامنا رمال شاطئ بالم بيتش غرب العاصمة، فالهيئة الخارجية، والمأكولات الحاضرة فوق موائد المصطافين تؤكد كلامنا، حيث اعتدنا على مشاهدة »البيتزا« و»القرانطيطا« والبيض المسلوق على موائد العائلات ميسورة الحال، أما موائد الأغنياء بالشواطئ التي نزلنا عندها فقد كانت متنوعة بين السلاطة وأطباق الفنادق الفاخرة من سمك وجمبري، ومشروبات من كل الأنواع. حتى لباس المصطافين صنع الفرق هناك، حيث أكدت لنا العديد من العائلات أنها تقوم بتغيير الألبسة الخاصة بالسباحة بداية كل موسم اصطياف تمشيا ومتطلبات »المودا«. * وعن رأي العائلات في خدمات هذين الشاطئين هذا الموسم، فقد تباينت آراؤهم بين مؤيد ومعارض، ففي وقت عبر بعض المصطافين بشاطئ »أزور بلاج« عن ارتياحهم للخدمات الجديدة هذه السنة، لاسيما توفير الأمن الذي حدّ من بعض المظاهر السلبية التي ألفوها هناك على غرار التحرشات، وانتهاك حرمات بعض العائلات، فإن مصطافين آخرين بشاطئ النخيل راحوا يعاتبون السلطات المحلية على التقصير من جانب الخدمات، لاسيما ما تعلق منها بخصوصيات الشاطئ الذي صُنف ضمن الشواطئ المسموحة للسباحة لكن الأشغال الجارية بالميناء الجديد أدى إلى اختلاط مياه البحر بالمياه الملوثة نتجت عنها روائح نتنة نفرت المصطافين من متعة السباحة. * * تكاليف الاصطياف وصلت لدى البعض 4000دج يوميا * أجمعت العائلات التي تحدثنا إليها أن المبالغ المخصصة للاصطياف تتراوح بين 50 ألف و80 ألف دينار، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار المصاريف المخصصة لكراء المظلات المقدرة هذه السنة ب300دج والكراسي ب50دج للكرسي الواحد، والطاولات ب100دج ودفع تكاليف »الباركينغ« 50دج والمثلجات والمرطبات التي تتراوح بين 30دج و100دج، فإن معدل استهلاك العائلات في اليوم الواحد يراوح 3000 و4000 دينار يوميا، ويمكن للمبلغ أن يتضاعف لدى بعض العائلات التي تستعين بسيارات الأجرة، حيث أكد لنا شاب من نواحي باب الوادي أنه استأجر سيارة مع زوجته بمبلغ 1400دينار ذهابا وإيابا ومع ذلك، فإنه مصر على قضاء العطلة الصيفية ببالم بيتش.