توقع المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة السيد نوبيوتاناكا، أن يبقى الطلب على النفط "مرتفعا في سنة 2008 بالرغم من تقلص طلب بلدان منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية بينما يبقى طلب البلدان الناشئة قويا". وتبقى سوق النفط "جد مضطربة" سنة 2008 مثلما اكد السيد تاناكا خلال ندوة صحفية حول آفاق الوكالة الدولية للطاقة بخصوص سوق النفط العالمية أمام إطارات وزارة الطاقة بسبب "المضاربة وتراجع سعر صرف الدولار والمخاطر الجيو سياسية والطلب الكبير للبلدان الناشئة مثل الصين والهند". غير أنه يرى أن "الوضع سيتحسن خلال سنتي 2009 -2010 بفضل تزامن الزيادة في الإنتاج على ضوء إطلاق العديد من المشاريع في البلدان الأعضاء في منظمة الأوبيب مع ارتفاع القدرات الإنتاجية الإضافية في العالم". بيد أن المسؤول توقع "تضييق هوة التوازن بين العرض والطلب على المدى المتوسط إلى غاية 2013 بسبب قدرات الإنتاج الإضافية (إحتياطات الإنتاج القابلة للتجنيد في آجال قصيرة) التي تبقى محدودة ودون المستوى المطلوب أي 5،4 ملايين برميل يوميا" . وفي تعقيبه على هذا الطرح، أشار محافظ الجزائر بالأوبيب السيد حميد دحماني إلى أن بلدان الأوبيب لا يمكن أن تقوم باستثمارات مكلفة في قدرات الإنتاج الإضافية قصد تعزيز العرض بينما قد ينخفض طلب البلدان الغربية على النفط بسبب تطوير الطاقات البديلة. وحسب السيد دحماني، فإن الأوبيب "متفائلة بشأن قدرات الإنتاج الإضافية"، مشيرا إلى أنها "معتبرة" . هذا وأكد السيد تاناكا للصحافة على هامش هذه الندوة أنه تطرق اليوم الثلاثاء مع وزير الطاقة والمناجم إلى آفاق التعاون بين الأوبيب والوكالة الدولية للطاقة. وصرّح قائلا: "لقد تحادثنا حول الاجتماعات الدورية بين الأوبيب والوكالة الدولية للطاقة مستقبلا وآفاقنا وكذا حول تعاون محتمل في مجال الطاقة الشمسية". من جهة أخرى أكد السيد تانكا أن العالم في حاجة إلى "ثورة طاقوية شاملة" لتغيير كيفية استهلاك الطاقة وإنتاجها. مضيفا في هذا الصدد"إننا في حاجة إلى ثورة طاقوية شاملة لتغيير كيفية إنتاج الطاقة واستعمالها". ولهذا الغرض أوصى مسؤول الوكالة الدولية للطاقة باللجوء إلى "استثمارات أكبر في مجال الطاقة وفعالية طاقوية أكبر من طرف الدول المستهلكة وتنويع الموارد الطاقوية وشفافية أكبر" في أسواق النفط. في هذا الصدد دعا الخبير الدولي البلدان المنتجة إلى رفع استثماراتها حتى يتسنى الشروع في استغلال عديد الحقول التي تبقى غير مستغلة. كما أوصى السيد تاناكا بإضفاء مزيد من الشفافية على مستوى أسواق النفط من خلال تبادل المعطيات لاسيما حول مخزونات النفط، مذكرا بأهمية المبادرة المشتركة الخاصة بالمعطيات النفطية التي تمت مباشرتها سنة 2001 من طرف ست منظمات نفطية وإحصائية منها الوكالة الدولية للطاقة ومنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبيب) والمنتدى الدولي للطاقة.