الحج فرض من فروض الإسلام، أوجبه الله على عباده بقوله تعالى في سورة آل عمران: (وللّه على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)· (آل عمران: 97)· ومعنى الآية أن اللّه جلا وعلا فرض على عباده أن يحجوا إلى بيته، وهي الكعبة الحرام، إذا قدروا على ذلك، واستطاعوا القيام به وقد فرض الحج سنة تسع من الهجرة؛ ويجب على المسلم أن يحج مرة واحدة في عمره، فإذا حج بعد ذلك مرة أو مرات كان ذلك تطوعا منه، وإنما أوجب الله على عباده الحج مرة واحدة لكيلا يشق عليهم أو يرهقهم، لأن الحج فيه سفر ورحلة، ويحتاج الى زاد ومتاع، ووقت ومجهود، والناس لا يتيسر لهم كل هذا في كل عام، فكان من رحمة اللّه أن جعل الحج في العمر مرة ومن وجد في نفسه قدرة وسعة، وتيسر له أن يكرر الحج، فإنه يستطيع أن يفعل ذلك، ويكون هذا تطوعا منه، وتقربا الى الله تعالى· ولقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "يا أيها الناس، قد فرض عليكم الحج فحجوا"· فقال رجل من الصحابة: أيجب الحج علينا كل عام مرة يارسول اللّه؟ فسكت النبي، فأعاد الرجل سؤاله مرتين، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : "لو قلت نعم لوجبت، وما استطعتم"· ومن هذا الحديث نفهم أن الحكمة في جعل الحج مرة واحدة هو تيسير اللّه على عباده، وعدم المشقة عليهم: "إن اللّه بالناس لرؤوف رحيم"·