تشكل صيانة وتوفير أجهزة الدفاع الجوي عن الإقليم حجر الزاوية في حلقة مراقبة وكشف الأهداف الجوية في سماء الجزائر، ومن أجل ذلك توفر قيادة الجيش الوطني الشعبي هيكلاً يعمل على إخضاع كل أجهزة المراقبة للقياس والصيانة الدورية لضمان تحديد الأهداف في أوانها وبمنتهى الدقة، وتقوم بهذه المهمة "الحساسة" المؤسسة المركزية لتموين وصيانة عتاد الرادار والاتصالات الكائنة بمدينة البرواقية (ولاية المدية) التي اطلعنا على مختلف ورشاتها أمس من خلال زيارة موجهة تندرج في إطار المخطط القطاعي لخلية الاتصال لقيادة قوات الدفاع الجوي عن الاقليم· نظمت أمس المؤسسة المركزية لتموين وصيانة عتاد الرادار والاتصالات الكائنة بالبرواقية (ولاية المدية) زيارة موجهة لفائدة الصحافة الوطنية، اطلع من خلالها ممثلو مختلف وسائل الاعلام على العديد من ورشات التصليح لمختلف التجهيزات الخاصة برادارات المراقبة الجوية وزجهزة الاتصال السلكية واللاسلكية، والتي تؤكد وجود احترافية وتطور كبير في ميدان يعد الأهم والأصعب في الدفاع الجوي وحماية التراب الوطني، التي تتطلب إمكانيات تكنولوجية حديثة وكفاءات بشرية متسلحة بالخبرة والعلم وتسيير جيد وحضور في أوقات الرخاء والشدة، وهو ما وقفنا عليه أمس بالمؤسسة المركزية لتموين وصيانة عتاد الرادار والاتصالات، حيث قام مدير المؤسسة العقيد علي زوزو بتقديم شروحات وافية عن طريق عرض مصور في البداية ثم مرافقة الصحفيين وإطلاعهم على مختلف المصالح والورشات والمخازن ومهام المؤسسة التي لخصها في الاسناد التقني لوحدات قيادة الدفاع الجوي عن الاقليم وتصليح الأعطاب من الدرجة الثالثة والرابعة بفضل وسائل كشف وقياس متطورة تخضع هي أيضاً لمعايرة وإصلاح·وقال مدير المؤسسة أن الطاقم البشري العامل يتكون من مهندسين ضباط وصف ضباط وتقنيين سامين قادمين من مختلف مدارس التكوين العسكري، وتشكل المؤسسة العصب الحي والقلب النابض في عملية المراقبة والدفاع الجوي عن الاقليم، فالردارات وأجهزة الاتصالات التي تقوم بعملية مسح على مدار الساعة تضمنها هذه التجهيزات التي يجب ألاّ تتوقف ولو للحظة واحدة عن العمل، وفي هذا الاطار ذكر العقيد علي زوزو أن جميع وحدات الدفاع الجوي عن الإقليم مرتبطة ارتباطاً تقنيا ولوجيستيكيا بمؤسسة التموين والصيانة فهي القلب والشرايين التي تصل الى الوحدات العملياتية، وبالتالي فإن درجة الخطأ يجب أن تؤول إلى الصفر، كون أي خطأ تقني ناتج عن جهاز غير خاضع للمعايرة أو خلل، من شأنه أن يؤدي الى رسم إحداثيات خاطئة ومنه اتخاذ إجراءات وردود فعل غير صائبة تكون نهايتها تضييع الهدف، ومن هذا المنطلق فإن "حساسية" مؤسسة الصيانة تلقى عليها مسؤولية كبيرة في مراقبة كل مايحلق في الجو من أهداف مدنية وعسكرية. ومن خلال جولتنا عبر مختلف الورشات وقفنا على معدات وتجهيزات متطورة، مثال ذلك أجهزة تصليح الرادار الرقمي الذي تستعمله الوحدات العاملة إذ أن المهندسين صاروا يستعملون وسائل حديثة توفر الدقة في العمل وربح الوقت ومواكبة العصر، وهي العناصر التي يحسب لها ألف حساب في العمليات العسكرية وماتتطلبه من رصد وتحديد الأهداف بمنتهى الدقة وفي الوقت المناسب حتى يتسنى لمختلف القيادات العسكرية الأخرى اتخاذ الاجراءات المناسبة في الوقت المناسب، وفي هذا السياق كان يطلعنا العقيد زوزو على مختلف قطع الغيار ويعاود التذكير بأنه "لو تكون نوعية قطعة غيار غير حقيقية أو منتهية الصلاحية في جهاز ما من شأنها أن تحدث كارثة"، ليضيف أحد الضباط العاملين بالمؤسسة المذكورة أن العتاد الذي تمون به المؤسسة المركزية يكون مضموناً من طرف صاحب العلامة التجارية، ولايعرف الغش والتقليد اليه سبيلاً استناداً الى اتفاقيات عسكرية، إضافة الى استعمال قطع غيار من صنع محلي يتم التأكد من نوعيتها ودرجة مقاومتها·كما اطلع ممثلو وسائل الاعلام خلال الزيارة الموجهة أيضا إلى ورشات تصليح الرادار الكلاسيكي وتصليح مولدات الطاقة الكهربائية المحمولة التي وجدنا بأقسامها مهندسين وتقنيين يقومون بتفكيك المولدات الى أجزاء وتصليحها لتخرج في الأخير وكأنها صنعت من جديد·وحسب مدير المدرسة فإن الورشة الأخيرة بالغة الأهمية لأنها تتعلق بمولدات الكهرباء التي بدونها لا يمكن العمل في الأماكن غير الممونة بالكهرباء، فالردارت المحمولة والموضوعة على قمم الجبال مثلا لا تستغني عن هذه المحركات التي تعمل بالتناوب ولا تتوقف·كما تتوفر المؤسسة أيضا على مخازن لحفظ وإيداع قطع الغيار في ظروف مناخية وتعليب مدروسين وفق المادة المكونة لقطع الغيار· للإشارة فإن المؤسسة المركزية لتموين وصيانة عتاد الرادار والإتصالات بالبرواقية أنشئت منذ 20 سنة، وتسهر على ضمان تصليح تقني لأجهزة المراقبة التي تعد العين الساهرة على حماية الإقليم الجوي من كافة الاعتداءات.