أبدى ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا تشاؤما بخصوص رد طهران على المقترحات الغربية لتسوية أزمة الملف النووي الإيراني مما يبقي سياسة العصا والجزرة قائمة بين إيران والدول الغربية المصرة على قطع الطريق أمام الجمهورية الإسلامية لمواصلة برنامجها النووي إلى غاية نهايته. وقال سولانا في تصريح صحفي أمس على هامش تنظيم ملتقى مشترك بين لاتحاد الأوروبي وحلف الناتو بالعاصمة الفرنسية باريس أنه لا يريد إعطاء انطباعا بالتفاؤل بخصوص الرد الإيراني على عرض التعاون الذي اقترحته الدول الغربية على طهران مقابل تخليها عن برنامجها النووي. ووصف المسؤول الاوروبي الرد الإيراني بالصعب والمعقد وأضاف أنه يحتاج إلى المزيد من البحث والتحليل في مؤشر واضح على أن المحفزات الغربية التي تضمنها العرض الغربي لم ترق إلى درجة قبولها من قبل طهران التي ترفض التخلي عن أنشطتها النووية رغم الضغوطات الغربية. ونفس الموقف عبر عنه وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير الذي قال أن الرد الإيراني على العرض الذي قدمته لها الدول الست الكبرى لتسوية الأزمة التي أثارها الملف النووي الإيراني بين طهران والغرب لا يحمل الكثير من الأمل. وعبر رئيس الدبلوماسية الفرنسية عن هذا الموقف رغم أنه أكد في تصريح صحفي قبل بدء اجتماع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو أنه لم يقرأ الرد الإيراني بشكل مباشر. وكانت إيران سلمت الجمعة الأخير للممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ردها على المقترحات التي سبق أن قدمتها لها مجموعة الخمسة زائد واحد التي تضم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا من أجل إقناعها بتعليق أنشطتها النووية الحساسة. والواضح أن إيران التي تجدد في كل مناسبة تمسكها بحقها في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية تواصل تحديها للغرب وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تسعى بكل الطرق بما فيها اللجوء إلى استخدام القوة لتسوية هذه الأزمة نهائيا. وفي هذا السياق أعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس أن بلاده لن تتنازل عن حقوقها النووية واصفا طلب القوى الكبرى منها تعليق تخصيب اليورانيوم بانه "سيناريو متكرر. وقال الرئيس احمدي نجاد "انه سيناريو متكرر من جهة يطلبون التفاوض ومن جهة أخرى يهددون ويقولون انه علينا أن نلتزم بطلباتهم غير القانونية وان نتخلى عن حقوقنا . وبالرغم أن الرئيس الإيراني جدد موقف بلاده الواضح من استكمال برنامجها النووي إلى غاية نهايته فإنه جدد استعداده للتفاوض مع الدول الغربية لكن بشروط. وقال "نحن من أنصار الحوار إلا أننا سنفاوض في مناخ متوازن وحول مواضيع مشتركة لان المفاوضات في مناخ غير متوازن لا تعطي اي نتيجة" . وليست هذه المرة الأولى التي تعرب فيها طهران عن استعدادها للتفاوض ولكن من دون التنازل عن "حقوقها" في مواصلة برنامجها النووي وهو ما يتنافى مع المساعي الغربية لإرغام إيران على التخلي على أنشطة تخصيب اليورانيوم. وهو الهدف الذي تسعى إليه الولاياتالمتحدةالأمريكية ومعها إسرائيل المتخوفتان من إمكانية امتلاك إيران للسلاح النووي مما دفعهما ذلك إلى التلويح بإمكانية اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. غير أن طهران التي أكدت استعدادها لأي هجوم نووي محتمل هددت مؤخرا بغلق مضيق هرمز بالخليج العربي اذا تعرضت مصالحها لأي خطر. وأكثر من ذلك فقد أكد قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري أن قواته مجهزة بأحدث التقنيات وبأكثر الصواريخ تطورا ممايجعل ردها على أي هجوم محتمل فتاكا ومدمرا.