انتقد الأستاذ الليبي حبيب وداعة الحسناوي تقاعس العرب في تقديم أدنى مساعدة للدول العربية الواقعة تحت الاحتلال، مثلما هو الأمر بالنسبة لفلسطين والعراق· وأضاف مدير مركز الجهاد الليبي للدراسات التاريخية ورئيس الجمعية التاريخية العربية الليبية، وأستاذ التاريخ الحديث، حبيب وداعة الحسناوي، أثناء تنشيطه لمحاضرة "مساهمة الشعب الليبي في الثورة التحريرية" نهاية الأسبوع الماضي بالمعهد العالي للأساتذة في إطار الأسبوع الثقافي الليبي، أن تشتّت الأمة العربية راجع إلى ضعف إرادة الدول المشكّلة لها في تجسيد التضامن وتحقيق مظاهر الوحدة، وذلك لمواجهة عدو الأمس، الذي أصبح اليوم يتّخذ أسلحة جديدة يحارب بها العرب والمسلمين· وقال المتحدث أنه ولأجل حفنة من النقود، أصبحت الدول العربية تصادق دولاً كانت بالأمس القريب استيطانية، وبالمقابل تتقاعس وبشكل كبير في مساعدة الدول العربية المحتلة· بالمقابل -يضيف الأستاذ- كانت صفة التلاحم هي التي تطغى على الأمة العربية، حيث كان العرب يقدّمون النفس والنفيس ليساندوا إخوانهم الذين يعيشون الاستعمار كما حدث لليبيا سنة 1911، عندما تعرّضت للاحتلال من طرف الإيطاليين، إذ تشكلت جموع كبيرة من الدول العربية ومن بينها الجزائر لتناضل بجانب الليبيين، وما حدث أيضًا للجزائر، حيث تلقّت مساندة معتبرة من الدول العربية· وفي هذا السياق، تطرق الأستاذ إلى مساندة الشعب الليبي للثورة الجزائرية، حيث قال إن هذه المساندة لم تكن كبيرة في بادئ الأمر، وذلك راجع -حسب المتحدث- إلى الاتفاقيات التي أبرمتها ليبيا مع دول غربية أعطت لهذه الأخيرة شرعية الاستيطان على الأرض الخضراء· وفي سنة 1956، قام رجل الأعمال الليبي الهادي ابراهيم المشيرفي بوضع إعلان على شكل تهنئة في جريدة ليبية، تضمّن مساندة الليبيين للثورة الجزائرية، أعقبها تأسيسه "للجنة الليبية لإعانة جيش التحرير الوطني الجزائري" لجمع التبرعات، وكذا جلب أبناء الشهداء الجزائريين ووضعهم في أسر ليبية، وإنشاء مدارس خاصة بهم أطلق عليها أسامي الشهداء والمجاهدين كمدرسة عميروش ومدرسة جميلة بوحيرد· ويستطرد الحسناوي بالقول إن الثورة الجزائرية كانت الثورة المسلحة الوحيدة في الوطن العربي، واستطاعت أن تكون منبرًا لتحقيق الحرية والاستقلال· وفي هذاالصدد، قامت السلطات الليبية أيضا تعبيرا منها عن رفضها لما يحدث للجزائر، بتطبيق مبدأ المقاطعة التجارية مع فرنسا، كما نظمت اللجنة الليبية مظاهرات عارمة ضد الاستعمار الفرنسي· وأكد الأستاذ الليبي أن الاستعمار الذي احتل الدول العربية والإسلامية والإفريقية كان استيطانيا، وطبّق أساليب تتشابه في الكثير من الأحيان كتشكيل معتقلات والنفي إلى مناطق بعيدة· وتساءل المحاضر عن مضي كل دول العالم للتكتل فيما بينها حتى الدول الإفريقية تفكر في التكتل رغم المشاكل التي تتخبط فيها، باستثناء الدول العربية التي ورغم أن جامعة الدول العربية هي أقدم منظمة إقليمية، أنشئت سنة 1945، مضيفا أن العرب تخطّوا عواملهم المشتركة نحو التشتّت· وفي الأخير، أكد حبيب وداعة الحسناوي، أن العالم العربي مهدّد بالفناء وأن الغرب يحاربنا بأساليب جديدة، وذهب إلى أبعد من ذلك، فقد وصل إلى مسّ عقيدتنا فأصبح يحارب مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف·