وجه الرجل الثاني في الفيس المحل علي بن حاج انتقادات لاذعة، لمراجعات الجماعة الليبية المقاتلة، ''دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على النّاس''، عُرفت ب ''المراجعات'' ووردت في 417 صفحة، وهي المراجعات التي جاءت بعد جولات حوار ''الجماعة الإسلامية المقاتلة'' في ليبيا مع الدولة، من خلال ''مؤسسة القذافي للتنمية'' التي يرأسها سيف الإسلام نجل الرئيس الليبي، مؤكدا أن هذه الأخيرة جاءت تحت طائلة إكراهات السجن، معتبرا أن الهدف الجوهري من هذه الأخيرة، هو ضرب أي مراجعة جادة في ليبيا خاصة والعالم العربي بشكل عام، وترسيخ الاستبداد والطغيان على حد تعبير بن حاج، ''أعتقد أن المراجعات من وراء القضبان مشكوك فيها، لأنَّها تتم تحت ضغوط نفسية وأسرية وأمنية''، ولم يتوقف انتقاد الرجل عند ذلك، بل حاول التشكيك في حقيقة هذه المراجعات التي قال أنها من الممكن جدا أن تكون املاءات صادرة عن جهات أمنية، على اعتبار أن أصحابها لا يتمتعون بالحرية. وإثر صدور هذه الانتقادات عن علي بن حاج، تدخل الدكتور علي الصلابي الكاتب الليبي والباحث في شؤون التاريخ الإسلامي، وأحد الأطراف الفاعلة في إنضاج فكرة الحوار بين الجماعة المقاتلة والسلطات الليبية، حيث وصف انتقادات بن حاج التي وجهها للجماعة الليبية المقاتلة بالصاعقة، مؤكدا أن هذه المراجعات لم تكن تحت تأثير الإكراه أو بموجب أوامر من جهات أمنية، وقال الداعية في رده: ''أن فكرة المراجعات تعكس إرادة ليبية مشتركة بين التيار الإسلامي ودوائر الحكم من أجل التوصل إلى قواسم مشتركة تحقن الدماء، وتطوي ملف خلاف أسال دماءً ، وخلف مآسيَ إنسانيةً اقتنع الجميع بضرورة وضع حدٍّ لها''، وضرب الصلابي مثلاً بقيام الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز -الذي شهدت له المدارس الفقهية الإسلامية بالفقه والاجتهاد- بقتال كل من حَمل السلاح في وجه الدولة نتيجة تأويل خاطئ، وأَسر مَن أَسر قبل أن يُودِعهم السجن حتى يحدِثوا خيرًا من الرجوع إلى الحق، والتخلي