"الجزائر مستهدفة لأنها ركن مهم في المغرب العربي" أكد أمس الأمين العام للجنة الشعبية للهيئة العامة للأوقاف وشؤون الزكاة للجماهيرية الليبية عبد السلام إبراهيم، أن الجزائر تعتبر ركنا مهما في المغرب العربي، ولذلك هي مستهدفة أكثر من باقي الدول بنشر الفتنة والزندقة والإرهاب، معربا عن تمنيه باتحاد دول المغرب العربي التي تشكل تكاملا من جميع الجوانب وبإمكانها أن تكون قوة لا يستهان بها كما قال، بدلا عن كونها بلدانا متفرقة لا يوجد بينها تكامل أو وحدة. وأوضح المتحدث في زيارته أمس لمدينة قسنطينة أن استقلال الجزائر لم يكن منحة من فرنسا بل جاء بإرادة ودماء الشهداء، وأن الجزائر وليبيا اكتوتا بنار الاحتلال الذي عاث فسادا في الأرض والعباد، في وقت يتشدق مجرمو الأمس كما أضاف بحقوق الإنسان بالرغم من الجرائم الشنيعة التي ارتكبوها، مذكرا بالكفاح المشترك بين الشعبين الشقيقين إبان الاحتلال.كما أشار إلى أن أمريكا هي التي" صنعت الإرهاب الذي تعاني منه الجزائر، واستعانت به لكي تحارب الاتحاد السوفياتي سابقا في أفغانستان مستغلة حماسة العرب والمسلمين لتحرضهم على الجهاد بحجة أن الإسلام يتعرض في أفغانستان لهجوم من الكفار والملحدين، وركزت على السعودية باعتبارها تحتضن الأماكن المقدسة للمسلمين، حيث أن الأئمة هناك كانوا يدعون حسبه في كل صلاة بنصرة المجاهدين في أفغانستان فتطوعت أعداد كبيرة من الجزائر وليبيا والمغرب ومصر والسعودية للجهاد في أفغانستان، في حين لم يطالبوا بالجهاد في العراق وفلسطين، ليتم غسل عقول الشباب وتدريبهم بأفغانستان من طرف وكالة الاستخبارات الأمريكية في معسكرات بيشاور على الحدود الباكستانية، وبعد خروج الروس وانسحابهم رجع هؤلاء إلى بلدانهم وعاثوا فيها فسادا بعد أن أخلفت أمريكا وعدها لهم بمنحهم الجنسية الأمريكية، لتدفع الجزائر الثمن".ولذلك يجب على العلماء والأساتذة والطلاب وخاصة في الجامعات الإسلامية حسب السيد عبد السلام ابراهيم تصحيح المفاهيم والأفكار الخاطئة حول الجهاد، والتصدي لهؤلاء الذين يأتون من السعودية وأفغانستان وباكستان متشبعين بالفكر الوهابي، ويغرسون الكثير من الأمور الخاطئة في رؤوس الشباب كما يجب حسبه الحفاظ على الهوية الوطنية كما حافظ عليها الآباء والأجداد في وجه الاحتلال .و في إجابته على سؤال حول منع ارتداء البرقع في بعض البلدان الأوربية أوضح السيد عبد السلام ابراهيم أنه يرى بأن الحجاب وحده يكفي لستر المسلمة لأن البرقع يمنع كما قال من تحديد هوية الشخص، ولأن الإسلام ليس باللباس والشكليات والقشور، ليضيف فيما يتعلق بالاعتداء على قافلة الحرية أن أسلوب الشجب أو التنديد لا ينفع مع إسرائيل بل تحتاج إلى ثورة مثل ثورة الجزائر و مؤكدا أن على العرب الاتحاد لتشكيل قوة في وجه الدولة العبرية.كما أشار في هذا الصدد إلى أن هناك رسالة نبيلة وشريفة تقع على عاتق الطلبة والأساتذة والباحثين في العلوم الإسلامية، لأن الغرب يستهدف المسلمين في دينهم ويسخر حسبه الإرهاب والزندقة والدروشة وجعل الدين كعامل تخلف في حين أن العرب والمسلمين لهم مساهمة كبيرة في الحضارة الإنسانية، مضيفا أن الدين لم يصبح عامل تخلف إلا حين ارتبط بالزندقة والإرهاب، في حين يمكن أن يكون من العوامل المساعدة على الوحدة للأمة الإسلامية التي تحمل رسالة نبيلة باعتبارها خير أمة أخرجت للناس .ولدى زيارته مسجد و جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية أبدى الضيف الليبي إعجابه الكبير بالجامعة التي تدرس مختلف العلوم الشرعية وتستغل كل التقنيات الحديثة و التي ترتبط كما قال بعلاقات جيدة مع جامعة الأسمرية ومركز الجهاد بليبيا، مطالبا في نفس الوقت بإدخال العلوم المادية والتقنية إلى الجامعات الإسلامية لكي تكون رسالتها أشمل وأقوى وتمتد إلى تخصصات علمية وتطبيقية مثلما هو الحال في جامعة الأزهر، وقد استعرض مدير الجامعة بهذه المناسبة بهذه المناسبة مسيرة التعليم العالي في الجزائر منذ الاستقلال إلى حد اليوم والتطور الذي أصبح عليه، وكذا كيفية إنشاء جامعة الأمير عبد القادر بقرار من الرئيس الراحل هواري بومدين .كما كان للسيد عبد السلام ابراهيم فرصة لزيارة بعض المعالم التاريخية بالمدينة مثل قصر الباي والمسجد الكبير ودار الإمام بالإضافة إلى زيارة سياحية عبر جسور المدينة