حسمت الدول العربية أمس، موقفها من مؤتمر أنابوليس للسلام حول الشرق الأوسط، وقررت المشاركة ضمن موقف عربي موحد على المستوى الوزاري في أشغال هذا المؤتمر الذي يعقد يوم الثلاثاء القادم برعاية الولايات المتحدة·وجاء في البيان الختامي الذي توج اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد نهاية الأسبوع بالعاصمة المصرية القاهرة، أنه تمت الموافقة على الدعوات التي وجهتها الإدارة الأمريكية لعدد هام من الدول العربية للمشاركة في مؤتمر أنابوليس على المستوى الوزاري··· وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، في ندوة صحفية مشتركة، عقدها أمس، مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أن العرب ذاهبون إلى أنابوليس ليس من أجل توقيع اتفاقية سلام بل من إجل إطلاق عملية تفاوض بهدف تحقيق السلام الشامل والعادل على جميع المسارات وفق المرجعية الدولية· وأضاف أنهم ذاهبون إلى أنابوليس من أجل طرح القضية الفلسطينية وإحيائها من جديد وفي إطار زمني محدد وهو الفترة المتبقية من ولاية الرئيس بوش· من جانبه قال وزير الخارجية السعودي، أن الإجماع العربي هو الذي دفعنا إلى اتخاذ قرار المشاركة في أنابوليس، وأن هذا الإجماع شجع بلاده التي كانت مترددة إلى غاية أمس على قبول الدعوة والذهاب إلى أنابوليس· غير أن مشاركة سوريا والتي تلح عليها الإدارة الأمريكية من منطلق الدور الهام الذي تلعبه دمشق في منطقة الشرق الأوسط لم تتأكد بعد، وحتى البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب لم يشر إلى هذه النقطة رغم أهميتها· وتشترط سوريا للمشاركة في مؤتمر أنابوليس، طرح قضية الجولان المحتل على جدول أعماله، وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إن الوزراء العرب ينتظرون ردا من الإدارة الأمريكية على الرسالة العاجلة التي بعثوا بها أول أمس، والتي تتضمن طلبا بإدراج قضية هضبة الجولان السورية المحتلة صراحة على جدول أعمال مؤتمر أنابوليس· وأضاف أن رايس تعهدت بالرد الإيجابي على هذا المطلب وفي حال التزامها بذلك فإن سوريا ستشارك في أنابوليس· وجاء في الدعوة التي وجهتها الإدارة الأمريكية إلى 16 دولة عربية من بينها سوريا أن المؤتمر المرتقب سيناقش السلام الشامل في الشرق الأوسط دون أن تشير صراحة إلى مسألة الجولان· وفي أولى ردود الفعل بخصوص المشاركة العربية رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بما وصفه بالمشاركة العربية الواسعة واعتبر ذلك دليل على الدعم العربي لمسار السلام في الشرق الأوسط· بمقابل ذلك جددت حركة حماس دعوة الدول العربية بعدم تطبيع العلاقات مع إسرائيل وطالبتها بعدم تقديم تنازلات جديدة، وقال أيمن طه المتحدث باسم الحركة في قطاع غزة، نأمل أن لا تشارك الدول العربية في اجتماع أنابوليس لأنه سيسمح بتطبيع العلاقات مع إسرائيل مجانا· وفي السياق العربي للتحضير لأنابوليس، شهدت مدينة شرم الشيخ في مصر أول أمس، قمة جمعت الرئيس المصري حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس، والملك الأردني عبد الله الثاني، أكدوا فيها على أن المؤتمر يفسح المجال لكثير من التفاؤل بإمكانية انطلاق عملية السلام وصولا إلى الدولة الفلسطينية· ورغم أن الناطق باسم الرئاسة المصرية أقر بأن إسرائيل والسلطة الفلسطينية قد لا تتوصلان إلى وثيقة مشتركة تعرض في اجتماع أنابوليس، فإنه دافع عن المشاركة العربية فيه وأكد أن الإدارة الأمريكية استجابت للعديد من المطالب العربية في رسالة الدعوة التي وجهتها· وقال انه يمكن لأنابوليس أن يجيب عن طموحات الفلسطينيين والشعوب العربية وكل من يهتمون بالقضية الفلسطينية ومسار السلام في الشرق الأوسط