هل يحق للفلسطينيين أن يتفاءلوا خيرا أسبوعان فقط قبل انعقاد مؤتمر أنابوليس للسلام حول الشرق الأوسط بالولاياتالمتحدة في ظل الغموض الذي لا يزال يكتنف جدول أعماله وعدم التأكد من قائمة المشاركين فيه؟··· يأتي هذا التساؤل في الوقت الذي يعقد فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم آخر لقاء له مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت قبل عقد المؤتمر المتوقع أواخر الشهر الجاري· وقال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمس، أن الرجلين سيناقشان خلال هذا الإجتماع العراقيل التي تواجه المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي تجرى الآن استعداداً لقمة أنابوليس للسلام· ولم يخف المسؤول الفلسطيني صعوبة هذه العراقيل وقال "أننا نريد أن تكون الكثير من الأمور واضحة أمامنا كتلك التي تتعلق بتنفيذ خطة خارطة الطريق وقضايا الوضع النهائي "في إشارة واضحة إلى التعنت الاسرائيلي الرافض لإثارة هذه القضايا الجوهرية خلال المؤتمر القادم· ويخشى الفلسطينيون فقدان الطرف الاسرائيلي للإرادة السياسية لتسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في ظل رفض حكومة الاحتلال التطرق لقضايا الوضع النهائي· وكان الطرف الاسرائيلي قد أكد مراراً أنه ليس في نيته الذهاب الى مؤتمر أنابوليس لمناقشة تلك المسائل وأنه يريد فقط الاكتفاء بإعلان مبادئ يمكن الاعتماد عليه مستقبلا ليكون نقطة انطلاق في تحريك عملية السلام المعطلة منذ عدة سنوات· ويتصادم الموقف الاسرائيلي مع آمال الطرف الفلسطيني من عقد الاجتماع الدولي في تمهيد الطريق لإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف· وعلى مقربة من عقد مؤتمر أنابوليس، فإن شبح فشل مؤتمرات السلام الدولية والإقليمية السابقة يخيم على الوضع العام، مما قد يجعل هذا المؤتمر مجرد لقاء برتوكولي تلتقط فيه الصور وتبقى نتائجه مجرد حبر على ورق· وهو التشاؤم الذي لم يقتصر على عامة الفلسطينيين فقط بل تعداه إلى القيادة السياسية وفي مقدمتها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس· فالرئيس الفلسطيني الذي كان أبدى تفاؤلاء مفرطا في بداية التحضير لعقد مؤتمر أنابوليس حيث وصفه بالفرصة التاريخية ومنعرجا حاسما لإقامة الدولة الفلسطينية عاد وتراجع عن هذا التفاؤل ليسكنه هو الآخر شبح الفشل· ولم يخف ذلك في لقائه قبل ثلاثة أيام مع العاهل السعودي الملك عبد الله بالعربية السعودية بعدما أشار إلى عدم رضى الجانب الفلسطيني من الموقف الاسرائيلي، وقال أن الاسرائيليين لم يقدموا أي شيء لإنجاح المؤتمر· وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت، أكد في عدة مناسبات أن مؤتمر أنابوليس هو مجرد اجتماع وليس مكان لإجراء مفاوضات مما يزيد من احتمالات الفشل· فشل يتأكد أكثر في ظل تتضاءل فيه التوقعات من نتائج المؤتمر لدرجة جعلت الولاياتالمتحدةالأمريكية تفكر في مرحلة "ما بعد أنابوليس"· وقال سان ماك كورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أنه يتوقع أن يتوصل الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني إلى اتفاق حول الوثيقة المشتركة لكنه بمقابل ذلك لا يجب إهمال مرحلة ما بعد أنابوليس· ويؤكد هذا أن الولاياتالمتحدة استغلت العرب ضمن استراتيجية لتهدئتهم لأغراض ذات صلة بالوضع في العراق بعد أن تراجعت شعبيتها وأصبح العرب ينظرون إلى الولاياتالمتحدة بنظرة فيها الكثير من الريبة والشك· *