حسمت الإدارة الأمريكية رسميا في تاريخ عقد مؤتمر أنابوليس للسلام حول الشرق الأوسط، وحددت يوم ال27 نوفمبر الجاري موعدا لانعقاده· وقال سان ماك كورماك الناطق باسم البيت الأبيض أن بلاده ستستقبل يوم الثلاثاء القادم بمدينة أنابوليس شرق العاصمة الأمريكيةواشنطن كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس وممثلي دول الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي ومجموعة الثمانية، إضافة الى فاعلين دوليين هامين· وقد اعتبر الرئيس الأمريكي جورج بوش في نص الدعوة التي وجهها إلى الرئيس الفلسطيني أن مؤتمر أنابوليس سيكون بمثابة نقطة انطلاق لمفاوضات السلام التي ستقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية· وقال أن التقدم باتجاه تحقيق هدف السلام هو من أهم أولويات الإدارة الأمريكية خلال العام القادم علما أن عهدة الرئيس بوش تنتهي مع حلول العام القادم وهو ما يؤكد أن هذا الأخير سيترك ملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وفي عمومه الصراع الإسرائيلي العربي بكل ثقله وتداعياته على مكتب خليفته القادم· وكانت الإدارة الأمريكية وجهت الدعوات أول أمس الى الأطراف المعنية بالسلام في الشرق الأوسط وعدد من الدول التي ترغب في حضورها غير أنها لم تتلق الرد الرسمي عن هذه الدعوات لا سيما من جانب الدول العربية من بينها الجزائر· وجددت الولاياتالمتحدة أمس رغبتها في حضور كل من العربية السعودية وسوريا أشغال مؤتمر أنابوليس بالنظر الى وزنهما في المنطقة، بحيث لا يمكن لواشنطن إهمال دورهما في أي ترتيبات عسكرية كانت أو سياسية في الشرق الأوسط· وقال دافيد ولش مساعد كاتبة الدولة الأمريكية المكلف بالشرق الأوسط أن إدارة بلاده تأمل وتنتظر مشاركة هذه الدول· ومن المقرر أن تحسم الدول العربية في اجتماعها الوزاري الذي يعقد اليوم وغدا بالعاصمة المصرية القاهرة موقفها من المشاركة في مؤتمر أنابوليس، وإن كانت ستتخذ موقفا موحدا أو أن كل دولة سيكون لها قرارها الخاص بها· غير أنه ورغم تحديد تاريخ عقد مؤتمر أنابوليس إلا أن هوّة الخلاف لا تزال قائمة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، اللذين لم يتوصلا الى حد الآن الى صياغة الوثيقة المشتركة التي كان من المنتظر أن تعرض على هذا المؤتمر لتحديد جدول أعماله· ولا يزال الإسرائيليون متمسكين بموقفهم الرافض لإثارة قضايا الوضع النهائي المتمثلة في القدس والحدود واللاجئين والمستوطنات· وجدد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت هذا الموقف لدى زيارته مصر أول أمس وقال أن مؤتمر أنابوليس لن يكون مكانا للتفاوض وأن مفاوضات السلام تنطلق فيما بعد، لكنه بالمقابل أشار الى أنه يأمل أن يتوصل إلى اتفاق نهائي مع الفلسطينيين خلال سنة 2008· وفي مبادرة أخرى لإثبات حسن النية باتجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وافق أولمرت أمس بتزويد السلطة الفلسطينية بعربات عسكرية من النوع الخفيف· وقالت ميري إيزن الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن هذا الأخير أعطى موافقته لتزويد السلطة الفلسطينية ب50 سيارة عسكرية من النوع الخفيف، بحيث يتم تسليم نصفها الشهر القادم· واعتبرت إدارة الإحتلال أن هذه المبادرة تدخل في إطار خلق الأجواء المناسبة لعقد مؤتمر السلام وتضاف الى المباردتين السابقتين التي تم خلالهما إطلاق سراح 450 أسيرا فلسطينيا من المنتمين الى حركة فتح· ومن المنتظر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمد عباس برئيس الوزراء إيهود أولمرت برعاية الرئيس الأمريكي جورج بوش على هامش أشغال مؤتمر أنابوليس بحيث من المنتظر أن يسبق عقد هذا الأخير وبعده لقاءات ثنائية ودولية بين الأعضاء المشاركة·