أكدت الشركة الوطنية للكهرباء والغاز (سونلغاز) أمس أن مشاكل الانقطاعات في التيار الكهربائي تم تجاوزها بعد مرور فترات الذروة التي تسببت فيها درجات الحرارة المرتفعة المسجلة في الأيام الماضية. وذكرت السيدة منال آيت مكيداش المستشارة الإعلامية للرئيس المدير العام للشركة في تصريح ل"المساء" أمس أن سونلغاز تمكنت في اليومين الأخيرين عبر مصالحها المكلفة بعمليات إصلاح الأعطاب من تسوية جميع الانقطاعات الناجمة عن ارتفاع استعمال الطاقة الكهربائية المسجل قبل أسبوع بفعل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة. وأشارت إلى أن الشركة وعبر مصالحها وفروعها المكلفة بعملية إصلاح الأعطاب قامت بمجهودات للاستجابة لشكاوى المواطنين على المستوى الوطني، مرجعة ما حدث في تلك الفترة من انقطاعات التيار الكهربائي إلى الاستهلاك غير المتوقع للطاقة من خلال استعمال وسائل الراحة مثل المكيفيات الهوائية. وعرفت مناطق عديدة من الوطن خلال الأسبوع الأخير من شهر جويلية تذبذبا في التزويد بالطاقة الكهربائية مما أحدث حالة تذمر واسعة بلغت إلى حد خروج مواطنين إلى الشارع للتعبير عن رفضهم لتلك الوضعية. وفي تقرير أعدته شركة سونلغاز حول تلك الفترة فقد تبين أنه بتاريخ 27 جويلية الماضي على الساعة العاشرة ليلا بلغت نسبة استهلاك الطاقة 7280 ميغاواط أي بارتفاع قدر بقرابة ألف ميغاواط مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. وأرجعت حدوث ذلك إلى الاستعمال الواسع للمكيفات الهوائية. ولاحظت الشركة في تقريرها أن منحى الاستهلاك عرف تصاعدا في السنوات الثلاث الماضية، حيث أنه لم تعد فترات الذروة تسجل مساء كما كان الحال في السابق بل يتم تسجيلها أيضا خلال الفترة الصباحية. وبينت مستويات الاستهلاك للسنة الجارية وجود تقارب بين فترات الذروة المسجلة صباحا وتلك المسجلة في الفترة المسائية مما يؤكد تغير طباع المستهلكين وأنه لم يعد الاستهلاك المتزايد في الفترة المسائية قاعدة قائمة. فقد سجلت سونلغاز بتاريخ 14 جويلية الماضي فترة ذروة صباحية بلغت فيها نسبة الاستهلاك 6778 ميغاواط أي بارتفاع قدر ب11 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وارتفعت ذروة الاستهلاك خلال الفترة الصباحية ب64 بالمئة مقارنة بعام 2003. وذكرت الشركة أن نسبة استهلاك القطاع الصناعي للكهرباء في فصل الصيف لم تتغير مقارنة بما هو معهود وأن التفسير الوحيد لتسجيل فترات الذروة هو الاستخدام الواسع للمكيفات الهوائية سواء من طرف الشركات أو المواطنين العاديين. وقد عرفت أسواق بيع المكيفات الهوائية في المدة الأخيرة انتعاشا بسبب الإقبال الكبير على اقتنائها بحثا عن الراحة، ويعترف تجار المكيفات الهوائية بتسجيل رقم أعمال لم يحققوه في السنوات الماضية. وحول الأعطاب التي مست شبكة التزويد بالطاقة الكهربائية أوضح تقرير سونلغاز الذي تحصلت "المساء" على نسخة منه أنها لم تكن بالحجم الذي كان سيؤثر على عملية التزويد بالشكل الذي عرفته العديد من مناطق البلاد في الفترة الأخيرة، وتم التحكم أكثر في تلك الأعطاب بالنظر إلى فعالية نظام التدخل الذي تعتمده الشركة. وقدم التقرير أمثلة عن بعض الولايات بخصوص ارتفاع نسبة الاستهلاك منها الجزائر العاصمة وذلك ب20 بالمئة، الشيء الذي دفع بشركة توزيع الكهرباء والغاز للوسط تسطير برنامج لإقامة مئات المحولات الكهربائية ذات الضغط المتوسط والضعيف، وعشرات المحولات ذات الضغط العالي والمتوسط. كما عرفت ولايات الجنوب ارتفاعا في نسبة الاستهلاك منها تندوف ب35 بالمئة، وأدرار وعين صالح بولاية تمنراست ب30 بالمئة، وبشار ب20 بالمئة في حين تصل إلى 50 بالمئة في بعض المدن. أما بالنسبة لمناطق الشرق فقد جاءت ولاية بجاية في مقدمة المدن بالنظر إلى التوسع العمراني والنشاط الاقتصادي الذي تعرفه المنطقة في السنوات القليلة الماضية