الحرارة تنعش قطاع التبريد وشبكات متخصصة تغرق السوق بالمكيفات المقلدة دفعت الحرارة الشديدة غير الموسمية التي تجتاح معظم ولايات القطر الوطني، منذ مطلع شهر جويلية الجاري، إلى انتعاش سوق تجهيزات التبريد عموما والمكيفات الهوائية خصوصا من طرف المؤسسات والأفراد، حيث ارتفع الطلب المحلي بنسبة 50 بالمائة في بعض أسواق الجملة والتجزئة، وكذلك الحال لدى الممثلين والموزعين الحصريين لمختلف الماركات العالمية في مجال التكييف، الأمر الذي ألهب المنافسة من خلال إطلاق العديد من المؤسسات حملات تسويق ترقوية لرفع حصصها في السوق. حسب العديد من تجار التجهيزات الكهرومنزلية في سوق الحميز ودبي والرغاية في العاصمة، فإن منحى الطلب أخذ خطا تصاعديا منذ أواخر شهر جوان الماضي، ليصل الذروة في العشرة الأوائل من شهر جويلية الجاري بعد بلغت درجة الحرارة 40 درجة مائوية تقريبا في كل ولايات الساحل وتراوحت بين 42 و48 في منطقة الواحات والجنوب الكبير، حيث تركز الطلب على مختلف الأصناف بتفاوت طاقاتها التبريدية من لدن الأفراد، وأيضا المؤسسات والإدارات، خصوصا المكيفات من الجيل الأخير ذات الاستهلاك الضعيف نسبيا للطاقة مقارنة بالمكيفات الأخرى. * المنافسة تحتدم والدعاية الإشهارية تنتعش واحتدمت المنافسة بين كبريات الشركات ذات التمثيل الحصري لمختلف الماركات العالمية، حيث بدت واضحة من خلال العروض الترقوية والتخفيضات التي أقرتها منذ مطلع موسم الصيف تراوحت ما بين 5 و15 بالمائة والهدايا المتنوعة التي تتيحها للزبائن عند كل اقتناء لجهاز تبريد أو تكييف، علاوة على الإعلانات الإشهارية الخاصة بالسرعة في التركيب والإعفاء من مختلف الرسوم المرتبطة بها وخدمات الصيانة والبيع عن طريق التقسيط، التي اقتحمتها البنوك تحت تسمية "قروض التجهيز المنزلي"، وهي خدمات استقطبت العديد من الأسر والعائلات بالنظر إلى محدودية دخلهاو وأيضا لأن ثقافة المكيف الهوائي تغيرت في السنوات الأخيرة، حيث أصبح هذا الجهاز من ضروريات العيش بعد أن كان من الكماليات. * الوثبة العمرانية وتسهيلات البنوك تقفز بالطلب ويفسر العديد من الخبراء والتقنيين من مراقبي أسواق الاستهلاك في البلاد، أن من بين الأسباب التي ساهمت في زيادة الطلب على أجهزة التكييف والتبريد، الوثبة العمرانية والمشاريع الاستثمارية الضخمة التي تشهدها الجزائر منذ أكثر من 10 سنوات، علاوة على التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير موسمية، وأيضا التسهيلات التي تتيحها البنوك. * شبكات تغرق السوق بالمكيفات المقلدة ككل موسم، تغتنم بعض الشبكات غير القانونية المتخصصة في الاستيراد إقحام المئات من المكيفات المقلدة في أسواق التجزئة والجملة، بأسعار منخفضة مقارنة بالنماذج الأصلية بنسب تتراوح ما بين 10 و20 بالمائة، وقد رفعت العديد من الشركات ذات التمثيل الحصري لمختلف الماركات العالمية شكاوى "ضد مجهول"، حيث سمحت الاستطلاعات التي تجريها فرقها المتخصصة في مراقبة السوق، باكتشاف مكيفات هوائية وتجهيزات تبريد تحت تسميات كبار المصنعين العالميين، لكن في الحقيقة هي مكيفات مقلدة تدخل السوق المحلية من دول جنوب شرق آسيا عبر الإمارات وتركيا وأحيانا قبرص.