نظم عشرات الفلاحين العاملين بمحيط بونقار بصحراء النمامشة جنوبخنشلة تجمعا أمام المقر الولائي لشركة توزيع الكهرباء والغاز (سونلغاز سابقا) ودخلوا بها في احتجاج واعتصام دام لساعات مطالبين الشركة بضرورة انجاز مشروع الكهرباء الفلاحية بمحيطهم والذي تم تسجيله من طرف صندوق تنمية المناطق الصحراوية (سيدارص) منذ سنة 2009 حيث تم إحصاء الفلاحين ثم المعاينة الميدانية سنة 2010 والانجاز الذي تم وعدهم بإتمامه أواخر سنة 2011، غير أن تماطل الشركة في الانجاز حال دون ذلك مما جعل المشروع يخضع إلى إعادة تقويم لأكثر من مرة، والذي قد ينتهي به المطاف إلى الإلغاء من طرف الصندوق الممول (سيدارص).هذا ويعاني الفلاحون المستثمرون بالمحيط من غياب الكهرباء الفلاحية حيث يضطرون إلى سقي محاصيلهم وبساتينهم باستعمال مادة المازوت التي يخضع جلبها إلى ترخيص وتصريح من قبل مديرية المصالح الفلاحية بكميات غير كافية لا تتجاوز برميل واحد بسعة 200 لتر، وأي كمية تزيد عن ذلك تعرض صاحبها إلى عقوبات الحجز والغرامة. وأكد الفلاحون المحتجون أن هذه الكمية المرخص بها لا تكفي أزيد من 24 ساعة، الشيء الذي جعلهم يملون من هذه الوضعية حيث اضطر البعض منهم إلى التوقف عن العمل والبعض الآخر إلى بيع مزارعهم كلية، كما تعرض آخرون إلى خسائر بسبب عدم السقي الدائم جراء نقص مادة المازوت التي تغذي مولدات الكهرباء ومضخات الماء. ويناشد الفلاحون شركة سونلغاز بضرورة الإسراع في انجاز مشروع الكهرباء الفلاحية الخاص بمحيطهم لتمكينهم من السقي الفلاحي وكذا تجسيد مشاريع تنموية جوارية بالمنطقة المعروفة بالواحات المتواجدة بها حيث استفادت من مشروع غرس 800 نخلة وانجاز 3 آبار عميقة من 400 إلى 600 م، غير أن الجهات المعنية تشترط توفر الكهرباء الفلاحية المستعملة في سقي مثل المشاريع وإلا فسيتم إلغاءها بالمنطقة. فلاحو المنطقة لم يغادروا مقر المديرية حيث حاصروا عمالها ودخلوا معهم في نقاشات حادة عن مسؤولية عدم انجاز المشروع، إلى غاية حضور المدير الولائي الذي استمع إلى انشغالاتهم ووعد بحلها بعد تحديد لقاء آخر يجمع الثلاثية ممثلي الفلاحين إلى جانب ممثلي صندوق تنمية المناطق الصحراوية "سيدارص" وشركته لبحث سبل بعث المشروع والإسراع في انجازه.