افتتحت امس بالجزائر العاصمة أشغال ملقى دولي حول موضوع "الجزائر بعد 50 سنة: تحرير التاريخ" بمشاركة باحثين ومؤرخين وجامعيين جزائريين و أجانب. وينظم هذا الملتقى —الذي تجري فعالياته بالمكتبة الوطنية المركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ بالاشتراك مع ويومية "لاتربين". و في كلمة افتتاحية أوضح مدير المركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ سليمان حاشي أن هذا اللقاء يندرج في اطار سلسلة من اللقاءات سيتم تنظيمها بمناسبة إحياء الذكرى ال50 لاسترجاع السيادة الوطنية مضيفا ان مثل هذه الجلسات تهدف الى "تجديد التأكيد على نموذجية الحركة الوطنية في الجزائر". ويهدف تنظيم هذا اللقاء الدولي المهتم بتاريخ الجزائر الى فتح النقاش حول الحقبة الاستعمارية و خلق فضاء لتبادل الافكار و وجهات النظر حول تلك المرحلة من تاريخ البلاد. و يتعلق الامر اساسا بتوصيل اكبر قدر ممكن من المعلومات التي ستطرح خلال مختلف المداخلات المبرمجة في هذا اللقاء حيث يعول على الاعلام لنشر محتوى المداخلات و المحاضرات. في ذات الاطار اكد ممثل صحيفة "لا تريبيون" السيد حسن غراب على اهمية وسائل الاعلام في نشر المعلومة العلمية للجمهور الواسع. و ابرز في هذا السياق ان صحيفته التي تولي اهمية كبيرة للتاريخ ستسعى للقيام بهذه المهمة اثناء هذا الحدث من خلال "لعب دور الفاعل من اجل شرح و توضيح ماهية عمل المؤرخ و اهميته للجمهور الواسع". و اكد حاشي في هذا الخصوص على الجانب العلمي الذي سيميز اللقاء مشددا على ضرورة عودة "التاريخ الى المؤرخين". كما سيشهد اللقاء الدولي مشاركة مؤرخين و علماء اجتماع وفلاسفة و باحثين جزائريين و اجانب من المغرب و تونس و فرنسا و ايطاليا و فنلندا و المجر و الولاياتالمتحدة و هايتي و المانيا. و سيتم خلال الايام الثلاثة من الملتقى بالمكتبة الوطنية الجزائرية تقديم 60 مداخلة حول "اشكالية الاستعمار وتصفية الاستعمار". كما يتميز اللقاء بالتطرق لعديد المواضيع تخص علم الاجتماع و الادب و الفن و الحركة الجمعوية و اشراك الحركة الرياضية في هذه المرحلة. و يتضمن برنامج الملتقى الدولي مواضيع اخرى على غرار "حرروا التاريخ: مسالة منهجية" و "ضرورة و شروط تفكير مشترك حول تاريخ العلاقات الجزائرية الفرنسية" و"مجموعة ال22 : فكر الجماعة و منطق العمل" و "حرب الجزائر و تحسيس البلدان الشمالية بتصفية الاستعمار". كما تتمحور مداخلات اخرى حول "حالات سجناء جيش التحرير الوطني" و "ضرورة اعتراف فرنسا بجرائم الاستعمار والتشكيك في الروايات الرسمية" و "من الامة الى التلاحم الافريقي" و واقع حال الحركة الرياضية سنة 1962: موروث و اعادة بناء".