قدمت التعاونية الثقافية و الفنية "بور سعيد" للجزائر العاصمة ببجاية العرض الأولي لمنتوجها المسرحي الجديد بعنوان "وزير ...و ربي كبير". وتعالج هذه المسرحية التي قام بإخراجها جمال قاسني و كتب نصها حميد ربيعة موضوع التعطش للسلطة و جنون العظمة في الأوساط السياسية. و يقوم بالدور الرئيسي في هذا العرض الممثل السينمائي جمال بوناب الذي يتقمص دور "عمار بوزوار"(برلماني) والذي لا يكتفي بهذا المنصب و يطمح لأن يصبح وزيرا مهما كلفه ذلك ولكن ليس من أجل توظيف كفاءاته و إنما ليحظى بالامتيازات التي يوفرها هذا المنصب. و لبلوغ هذه الغاية يرضى "عمار بوزوار" بدفع " الثمن" حيث يتحول إلى شخص "حقير وجبان يتصرف بحماقة أمام الأقوياء" و "يحتقر الضعفاء ويعاملهم بشدة". وهكذا يرضى "عمار بوزوار" بخطبة ابنته لعدو طاعن في السن إلا أنه ذو نفوذ ويضطهد موظفي البلدية لاسيما منهم مدير المكتبة في قضية عدم تسليمه زجاجة عطر. و بعد محاولات عديدة يحقق الهدف الذي كان يصبو إليه حيث يصبح وزيرا . وبمجرد وصوله إلى سدة الحكم يراوده الحلم لأن يصبح رئيس حكومة حيث يعتقد أن المسألة تقوم على "الدبلوماسية" و "التخطيط" غير أن الواقع غير ذلك. وفي ظروف غير متوقعة تتقدم الحكومة باستقالة جماعية ليجد "عمار بوزوار" نفسه ملفوظا من منصبه و من "الفقاعة" التي كان بداخلها. و يصاب على إثر ذلك بجنون حاد. وتتباين آراء المتتبعين لهذا العرض الذي جمع بين سير الأحداث و السياسة و الميلودراما حيث هناك من أعجبته "القصة المسلية و التي تتخللها مواقف مضحكة "وهناك من عبر عن تأسفه ل"خلو العرض من المواقف التي تدعو للدهشة و الحماسة". وفي هذا الصدد يرى رشيد (أستاذ جامعي) أن العرض المسرحي لم يكن مفاجئا و لم يترك المجال للخيال. وهناك من أشار الى "نقص الإيقاع و الأداء غير الطبيعي لبعض الممثلين". وقام بالأدوار في هذه المسرحية كل من حسيبة بوخاري و لويزة حباني و حمدان بوناب و بوعلام الحاج . ويرى المخرج أن الأمر يتعلق بعرض أولي واعدا ب"ضبط الأموربشكل أفضل" في العرض القادم.