قال غريغوري كاراسين نائب وزير الخارجية الروسي في تصريح خاص لوكالة "إيتار – تاس" الروسية للأنباء امس، عشية ذكرى المأساة في أوسيتيا الجنوبية، إن روسيا لا تستبعد قيام القيادة الجورجية باستفزازات جديدة ضد أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. وأضاف كاراسين أن "التطورات الأخيرة تبعث، مع الاسف، على التأكيد أن الاستقرار يبقى هشا والجو لا يزال متوترا. وأثار سعي بعثة المراقبين التابعة للاتحاد الأوروبي للتوغل بشتى الوسائل في أراضي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في خرق لاتفاقات مدفيديف ساركوزي، أزمة في عمل الآليات الرامية إلى الحيلولة دون وقوع حوادث على الحدود الجورجية الأبخازية". وأعاد كاراسين إلى الأذهان أن الجانب الأبخازي اضطر إلى إعلان رئيس البعثة الجنرال البولندي أنجيه تيشكيفيتش شخصية غير مرغوب فيها. فيما يتخذ المراقبون الأوروبيون موقفا غاية في السلبية بشأن الانشطة الإرهابية والتخريبية التي تمارسها جورجيا في منطقة غالسكي الأبخازية. وبحسب كاراسين فان المستهدف الاساسي من ذلك أفراد أجهزة الأمن الأبخازية. والدليل الساطع على ذلك هو محاولة اغتيال نائب رئيس لجنة التجنيد في منطقة غالسكي التي وقعت يوم 12 جوان الماضي. وبالإضافة إلى ذلك فإن سلطات تبليسي تستخدم بنشاط طرق التضليل الإعلامي، حيث تقوم بنشر شائعات بين أهالي المناطق القريبة من الحدود حول حرب قد تنشب في الخريف القادم، مما يؤدي إلى تصعيد الوضع ويزيد من خطر وقوع استفزازات. واستطرد الدبلوماسي الروسي قائلا: "ليس هناك أية مبررات للحديث عن وضع الهادئ". وأشار كاراسين مجيبا على سؤال موجه إليه عن احتمال تكرار ما حدث في اوت عام 2008 إلى أنه لا يمكن استبعاد أي شيء، آخذا بعين الاعتبار طابع الزعيم الجوري الذي يتصف بميله إلى المغامرات العسكرية. وقال:" نعرف أن تبليسي لا تزال ترفض توقيع الاتفاقية التي من شأنها أن تلزم جورجيا قانونيا من جهة وأبخازيا وأوسيتيا من جهة أخرى بعدم استخدام القوة". ومضى الدبلوماسي الروسي: "هناك محاولة للتوصل إلى أهداف سياسية على الصعيد الداخلي عن طريق تنظيم استفزازات جديدة، وذلك على خلفية الحملة الانتخابية البرلمانية في جورجيا. إلا إنه يمكنني القول بثقة إن أية مغامرة من هذا النوع محكوم عليها بالفشل. فهناك عسكريونا وأفراد قوات الحدود المرابطون في كل من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، الذين يقفون دفاعا عن أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية من أية أطماع عدوانية".