يبدو أن سيناريو ''الحرب الباردة'' سيشتعل بين موسكووواشنطن من جديد, بعدما لوح وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس بتجميد العلاقات العسكرية المستقبلية مع روسيا على خلفية الهجمات التى شنتها الأخيرة ضد جورجيا, وإعلان الولاياتالمتحدة عن الاتفاق مع بولندا على تأسيس درع صاروخي بأوروبا يعتبره الدب الروسي خطراً على أمنه القومي. وأكد غيتس في مؤتمر صحفي واكب إرسال المساعدات الإنسانية لجورجيا. أن تمرينات عسكرية ''روسية أمريكية'' وشيكة ستلغى إذا لم تتراجع موسكو عما وصفه بالأعمال العدوانية، معرباً عن قناعته بأن الجيش الروسي سينسحب من ثلاث مدن جورجية احتلها في جولات القتال الأخيرة ويعود إلى أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. وتأتي تصريحات وزير الدفاع الأمريكي بعد ساعات من دعوة وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس لروسيا إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع بين روسيا وجورجيا وتبليسي برعاية فرنسية, مشددةً على دعمها لوحدة أراضي جورجيا وعلى تعهد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بوقف العمليات العسكرية داخل أراضيها, وقالت:'' نأمل أن يحترم كلمته. ومن جهة أخرى، كشفت مصادر أمريكية بارزة أن واشنطن والحلفاء في ''الناتو'' يبحثون إمكانية تبني تدابير عقابية لعزل موسكو دبلوماسيا، على خلفية العملية العسكرية الواسعة التي قامت بها موسكو ضد حكومة تبليسي، وقال أحد المصادر: ''لن تعود الأمور لسابق عهدها مع الروس.. فهناك عواقب لمثل ما قاموا به''، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة قاطعت جلسات تحضيرية لاجتماع بين الناتو وروسيا، كما ألغى حلف شمال الأطلسي مناورات بحرية مقررة مع القوات الروسية في شمالي الباسفيك، وفي المقابل، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن مبدأ وحدة الأراضي الجورجية ليس مهددا بحد عينه، لكنه استدرك قائلا:'' الوضع الحقيقي في العلاقات الأبخازية الجورجية والأوسيتية الجنوبية هو أنه في كلتا الحالتين هناك اعتراف المجتمع الدولي بوجود نزاع وبالحاجة إلى إيجاد آليات تفاوضية لتسوية ولإحلال السلام. كما حذرت روسياالولاياتالمتحدة من تقديم أي دعم لجورجيا من شأنه أن يؤدي إلى تكرار ''السيناريو المأسوي'' في إقليم أوسيتيا الجنوبية، معلنة عدم استعدادها بعد لسحب قواتها من هذا الإقليم الانفصالي، وسط اتهامات جورجيا لها بتدمير مدينتي غوري ومرفأ بوتي. وما زاد الطين بلة، إعلان رئيسا الإقليمين الانفصاليين أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية تصميمهما على نيل الاستقلال عن جورجيا، وفي حين أكد الرئيس الأبخازي سيرجي باجباش أن هذا التصميم لن توقفه ''أي قوة، الهدف تم تحديده وسنسير نحو الغاية''، أشار رئيس أوسيتيا الجنوبية إدوارد كوكويتي إلى أن تطلع شعب أوسيتيا للاستقلال لم يتبدل.