الحركة التي حدثت في دولة بوركينا فاسو و التي تم وصفها بالانقلاب العسكري على الرئيس البوركينابي المدعوم فرنسيا، تؤشر على ان فرنسا صارت غير مرغوب بها في أفريقيا و ان الشعوب في القارة السمراء باتت مقتنعة تماما ان هذه الدولة الاستعمارية هي مصدر تخلف القارة، و مصدر شرور أفريقيا، الرفض الإفريقي للتدخلات الفرنسية لم يعد حديثا هامشيا، بل بات يحسم بالقوة و الانقلابات، لوكلاء باريس من الحكام الذين نصبتهم فرنسا و يزاحون بالقوة العسكرية و الشعبية، ما يعني أن لغة الحوار و التعاون و التفاهم لم تعد في قاموس الأفارقة بعدما استنزفت هذه الدولة الاستعمارية خيرات و عرق شعوب القارة السمراء، اليوم أفريقيا الواسعة باتت تضيق على فرنسا، و اللعب صار خشنا على فرنسا في ظل تصميم الصين على اقتحام القارة اقتصاديا و إزاحة هذا السرطان من جسد القارة العذراء، بل حتى الدول الأوروبية باتت ترى في هذه الدولة عائقا في طريق تطور القارة الأوروبية و مصدر مشاكلها بعدما صار تدفق المهاجرين الأفارقة بالملايين نحو الضفة الأخرى يشكل هاجسا امنيا تتحمل ثقله دول مثل ايطاليا و اسبانيا و ألمانيا بينما تستفيد باريس من ثروات القارة بل و حتى من نخبها و اطاراتها، و في الأخير وجب القول أن خروج فرنسا من أفريقيا هو نهاية فرنسا .