تستضيف باريس القمة الفرنسية الإفريقية السلام و الأمن بإفريقيا و هذا من 6 إلى 7 ديسمبر المقبل ، يحضر هذه القمة 42 رئيس دولة أو حكومة ويمثل الجزائر وزيرها الأول بعد اعتذار بوتفليقة لأسباب صحية وقد نجح هولوند في استقطاب اهتمام عدة هيئات و منظمات دولية إن هذه التظاهرة كمنظمة الأممالمتحدة ،المجلس الأوروبي الجمعية الأوروبية جمعية الاتحاد الافريقي ،صندوق النقد الدولي ،البنك العالمي وقد تكون في هذا محاولة من الرئيس الفرنسي للرجوع إلى الواجهة في نظر الشارع الباريسي و إعادة وضع فرنسا في الخارطة الدولية بصفتها قوة عالمية .لتذكير فقد أعلن هولند عن انعقاد هذه القمة خلال الاحتفال بخمسينية الاتحاد الإفريقي و الذي نظم بأديسا بابا في 25 ماي المنصرم أيام فقط بعد نجاح تدخل القوات الفرنسية في مالي ضد المتمردين لعله اصطدم بالثمن الباهض الذي دفعه مقابل هذا الانتصار المؤقت ،مؤقت لأنه مالبث أن عاد المتمردين إلى الواجهة بعد الهجمات الإرهابية في قاو،تومبكتو،ونسالي،و إعدام الصحفيين الفرنسيين ،كل هذه الأحداث أرغمت هولند على مراجعة قراره بسحب ال3000 جندي فرنسي من المنطقة بل قد يضطر إلى تدعيم هذه القوات وليس فقط في مالي أصبح التواجد العسكري الفرنسي في إفريقيا يثير تحفظ ليس فقط الرأي العام بل زحف هذا الاستنكار إلى العديد من قادة الدول الإفريقية الذين أصبحوا يرفضون المنظور الفرنسي للنظرية فرنكو-افريقية الذي يحصرها في التدخلات و التواجدات العسكرية فقط .فحقبة أملاك فرنسا للسياسات الداخلية على الدول الافريقية متجهة إلى الزوال ،وعلى فرنسا إيجاد البديل ،و الذي هو التواجد الاقتصادي لكن على فرنسا قطع شوط كبير لمحاولة تدارك التأخر فقد سبقتها عدة بلدان أمريكية و أسيوية إلى القارة السمراء وهنا يمكن السر وراء انعقاد القمة فالأمن والسلام في إفريقيا يخدمان فرنسا ومصالحها المستقبلية في قارة غير مستقرة على كل الأصعدة تعتبر فرنسا إفريقيا طوق نجاة لها اقتصاديا باعتبارها سوقا يضم 2 مليار نسمة بلدان في طور النمو .هنا يأتي دور الجزائر بصفتها بوابة إفريقيا على أوروبا رغم محاولة دول أخرى للعب هذا الدور الحيوي بالمغرب الذي حاول الظهور في الواجهة بتنظيم مؤتمر إقليمي لوزارات الشؤون الخارجية حول لأمن الحدود في المغرب العربي ودول الساحل والذي انعقد بالرباط حضرته 20 دولة منها فرنسا لكن الجزائر قاطعت هذه التظاهرة لعدة أسباب أهمها تكالب المغرب على الجزائر وحرق العلم الجزائري بالدار البيضاء وثانيا لأن المغرب لا يمكنه لعب هذا الدور جغرافيا وقد خرج هذا المؤتمر بنتائج هزيلة مما يؤكد ان لا يمكن لدواليب الشراكة الأورو افريقية أن تتحرك بدون الجزائر وقد اخص الوزير الجزائري المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية الأمر في تصريحه «إن المجهودات المبذولة يجب أن تصب في إطار شراكة وهذا بعيد كل البعد عن الواقع .