صدر مؤخراً، عن منشورات مقامات للنشر والتوزيع بالعاصمة، وبالتنسيق مع دار الثقافة لولاية أدرار، ديوان شعري جديد للشاعر الجزائري عبد الله برمكي، يحمل عنوان " صور من الواقع على إيقاع المواجع". يتضمن ديوان الشاعر عبد الله برمكي والذي جاء في 79 صفحة، 18 قصيدة غنائية تنوعت مواضيعها، منها ما يعبر عن تأملات في تجربة الحياة والمعاش، وهي تجربة حملت أحيانا قدرا من التفاؤل وشيئا من آثار قسوة الحياة مثل قصيدة " الأيام"، وقصيدة " دموع البحر"، ومنها ما تعلقت بالتجربة الروحية، يعبر فيها الشاعر عن خشوعه أمام إرادة الخالق ووثيقته مثلما جاء في قصيدة "رب الناس"، وقصائد أخرى تغنى فيها عن حبه لنبي الكريم وصحابته الكرام وذلك في قصيدة"عشق النبي واصحابو"، ومنها من يرثي فيها أناسا كانت لهم علاقة خاصة كقصيدة "الإحساس الصادق"، كما تضمن الديوان قصائد تحمل في معناها الحس القومي، وانتمائه للجماعة الوطنية قصيدة "غزة". وحسب عبد الحميد بورايوالذي كتب مقدمة الكتاب أن معظم القصائد الشاعر غلبت عليها الشكوى من راهن الحال ومن بعض السلوكيات المشينة التي استفزت حساسية الشاعر، مثل ما جاء في قصيدة" عكّار مايا"، كما كان للمراءة حضور في متغنى به الشاعر برمكي، أين اعتبرها شريكة الرجل في تجاربه وأنها تكمله، كما أرادها أن تكمل وجودها وتحقق ذاتها من خلال التعليم والتحرر من الاستعباد وتحقيق الذات ومن القصائد نذكر قصيدة " المودة"، "موعد شوق"، وقصيدة " آثار حواء". من جهة أخرى اعتبر الدكتور عبد الحميد بورايومختص في الأدب الشعبي هذا الدايون نموذجا للشعر الملحون الجزائري الذي ظل مرتبطا بالحياة، ويعبر عن التجربة الشعورية للإنسان العادي في لغة بسيطة وشفافة، ينهل من قيم الشعر المحلي لمنطقة أدرار، يستعين بمكونات لغوية وإيقاعية تنتمي للتراث الشفهي ويبرزها الأداء عن طريق الإلقاء. وقال في هذا السياق" يتميز شعر عبد الله برمكي بالصدّق في تناول الموضوع، كما يتيمز بمتانة النسج اللغوي وكأنه يقتفي آثار شعراء فحول الملحون، وينتهج منوالهم من حيث اللغة، فيوظف الحكمة والتاريخ والتجارب التي يعيشها في الحياة بين الوديعة والقاسية، ولهذا، لا نستغرب أنه أطلق على مولوده الشعري هذا ب ىصور من الواقع... على إيقاع المواجع''. للإشارة الشاعر برمكي عبد اللهبن عبد القادر الطالب هوإبن منطقة أدرار دخل عالم الشعر سنة 1984، بعدما وجده متنفسه الوحيد في هذا العالم الملئ بالمتاعب، والصدمات الكهروواقعية وذات التوتر العالي، تأثر كثيرا بشعراء المنطقة على غرار عبد الله البلبالي، وبن الطيب جلول، وكان كثير السمع لقصائد الشلالي، كانت بدايته في الفصيح وذلك سنة 1992، فكان يكتب عن القضية الفلسطينية، والأناشيد الوطنية، لينتقل بعدها من الشعر الفصيح إلى الشعر الشعبي الملحون وذلك في سنة 2002، من أوائل قصائده "مر عليّ البدر"، إلى جانب العديد من القصائد الشعرية أخرى جمع بعضها في مؤلفه الجديد وأول الذي يحمل عنوان "صور من الواقع على إيقاع المواجع".