تطالب 270 عائلة تعيش في أعالي جبل كوكو ببلدية واد قريش السلطات المحلية بالتدخل لإيجاد حل لوضعيتهم التي يعيشون فيها منذ سنين طوال، في ظل الخطر الذي يبقى يحدق بها في كل لحظة والمتمثل في انزلاق التربة، وكذا سقوط الأحجار على بيوتهم القصديرية، وما زاد من قلق تلك العائلات التي اتخذت من سفح الجبل مسكنا لها، هو انزلاق التربة الذي يحدث بين الفنية والأخرى. جاء تحرك العائلات من أجل مطالبة السلطات بضرورة التكفل بها وترحيلها إلى سكنات أخرى، بعد تخوفها من حدوث أي انزلاقات للتربة، خاصة بعد الأمطار التي تهاطلت على العاصمة في الأسابيع الفارطة، والتي كانت نتيجتها وفاة شخصين في حي كونتابيت ببوزريعة بسبب انزلاق التربة، وبالنظر إلى الوضعية التي يعيشون فيها والتي لا يمكن للعقل البشري أن يتصور حجم معاناة العيش على سفح جبل، دون توفر أبسط ظروف الحياة.وتقطن هذه العائلات على سفح جبل كوكو منذ سنة 1986، حسب شهادة بعض المواطنين الذين التقينا بهم هناك، فلا يمكن لك أن تصل إليهم إلا بعد جهد كبير نظرا لوعورة الطريق المؤدي إلى أعلى الجبل، حيث تقطن العائلات، وتجد البيوت القصديرية متداخلة فيما بينها حتى لا تكاد تفرق بين الواحدة والأخرى، معظم تلك البيوت مبنية بالزنك والحطب، هناك لا تجد الكهرباء ولا الماء، فالكل يعتمد على الوسائل البدائية في إحضار الماء من بلدية واد قريش، وقال السكان “أصبحنا نخشى ليس فقط انهيار الأحجار على رؤوسنا أو انجراف التربة وانزلاقها، إنما هناك تسلل مختلف الحيوانات والحشرات إلى بيوتنا، حيث لا يكاد يمر يوم من أيامنا إلا ونعثر فيه على إحداها داخل بيوتنا”، مما أصبح يهدد حياتنا”. ووقفنا عند الصعوبة البالغة التي تواجه سكان الجبل، خاصة أولئك الذين يصابون بأمراض ويستوجب نقلهم إلى المستشفى للعلاج، حيث يتم حمل المريض على الأكتاف من أعلى الجبل إلى أسفله في منحدر خطير، ما من شأنه أن يعرض حياة السكان للخطر قبل المريض، ضف إلى هذا معاناة أبنائهم الذين يكابدونها، جراء النزول والصعود اليومي عبر منحدر الجبل من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة في مشهد يندى له الجبين وفي ظل هذه المعاناة ترفع العائلات القاطنة بأعالي جبل كوكوا المتواجد ببلدية وادي قريش للسلطات المحلية مطلبها بضرورة التدخل وتوفير لهم سكنات لائقة تحميهم من أخطار إنزلاقات التربة.