انتقد سياسيون وخبراء إسبان بشدة موقف الحكومة الاسبانية الجديد من قضية النزاع في الصحراء الغربية، كونها تواصل اسلوب المراوغة للقفز على الشرعية الدولية من خلال تقديم مبررات "واهية" لموقفها. وندد وزير الخارجية الإسباني السابق، خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، في تصريحات للصحافة، تغيير الحكومة الاسبانية موقفها فيما يتعلق بالصحراء الغربية، مؤكدا أن "كل المبررات التي قدمتها الحكومة بهذا الشأن واهية". وبرر المسؤول الاسباني السابق أن "تغيير الموقف من الصحراء الغربية بهذه الطريقة أمر لم يجرؤ حتى فرانكو على فعله : دون مناقشته في مجلس الوزراء"، مضيفا : "إنها بادرة من مستبد، يطرد كل قواعد التعايش في السياسة الخارجية". وشدد الوزير السابق على أن موقف الحزب الشعبي، مدعوما بالقوى السياسية الإسبانية، كان دوما "التمسك بحل نهائي وعادل بين الطرفين يضمن لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره طبقا لنصوص و مواثيق الأممالمتحدة". وعرج غارسيا مارغايو على ما وصفه بالأكاذيب، سواء ما تعلق منها بخصوص موقف الحزب الشعبي من حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، أو علاقة إسبانيا بدول المنطقة. وشدد، من جهته، شابال لابوردا، نائب رئيس بلدية فيالبونا وعضو حزب بيلدو الباسكي، بأنه "لا احد يمكنه ان يتجاوز الشرعية الدولية وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال". وتأسف شابال لابوردا لوضع الشعب الصحراوي الذي قال بأنه "كان ضحية لمؤامرة دولية"، داعيا حكومة بلاده "لتحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه هذا الشعب، بصفتها المسؤولة تاريخيا عن الاقليم". كما طالب رئيس الحكومة الاسبانية بضرورة تقديم "اعتذار للشعب الصحراوي فورا"، مؤكدا "دعمه ودعم حزبه وبلديته للشعب الصحراوي من أجل نيل حريته والاستقلال". أما الباحث الإسباني ألبيرتو مايستري أفوينتي، فقد وصف من جهته "تعاطي الدولة الإسبانية مع حق الشعب الصحراوي بأنه يطبعه الكذب والاختباء كما كان دوما". وقال الباحث المختص في القضايا الإفريقية إنه "شيء مخجل أن تكون إفريقيا مازالت لم تتخلص من هيمنة الإستعمار بسبب إسبانيا". وفي تعليقه على تصريحات وزير خارجية إسبانيا ببروكسل، والتي قال فيها إن "إسبانيا تدعم (المبعوث الأممي) ستافان دي مستورا في مهمته من أجل التوصل إلى حل في إطار الأممالمتحدة"، قال الباحث: "هذه هي إسبانيا المراوغة و التي تتلاعب بقرارات الأممالمتحدة الواضحة". ويرى السيد افوينتي أن "تصريح (الوزير) ألباريس يذكرنا بنفس الكلام الذي ظلت إسبانيا تكرره منذ 1975 بأنها ملتزمة بإجراء الإستفتاء (لتقرير مصير الشعب الصحراوي)، و ما إن غادرت الصحراء الغربية و تركتها للأطماع المغربية، حتى عادت و نشرت مذكرة توضح فيها أن إنهاء الاستعمار لم يكتمل بعد حتى يقرر الشعب الصحراوي مصيره"، معقبا في السياق بالقول : "إنها الديماغوجية وسلوك مثير حقا للشفقة". وعليه، اختتم الباحث الاسباني بالتذكير بأن "قرارات الأممالمتحدة واضحة فيما يتعلق بتقرير المصير للشعب الصحراوي".