يتعرض الأفراد يوميا للأحداث غريبة أو خطيرة ولا يريد لغيره أن يعرف بها فيخفيها سرا في نفسه ولكن في الكثير من الأحيان يكون مضطرا للبوح بها لشخص قريب منه يثق فيه ليتشارك معه في المعلومة أو لينصحه ولكن في الكثير من الأحيان لا نجد ذلك المسمى كاتم السر و باختيارنا للشخص الخاطيء ندفع ثمن الثقة وتكون النتيجة معلومات سرية خاصة وحرجة أو خطيرة معروضة للتشهير ومن منا لم يقع في مثل هذه المواقف المقترنة بالخيانة وللتعمق أكثر في الموضوع تشاركنا الفكرة مع عدد من الأشخاص الذين قصوا علينا مواقفهم ومواقف غيرهم ممن عاشوا هذه التجربة. إفشاء السر مرض نفسي وغيرة ورغبة في الإنتقام تعتقد سيدة وهي محامية أن بعض الأفراد خاصة النساء يعانون من إختلالات نفسية لدرجة أنهم لا يستطيعون كتم السر وعندما يقول لهم احد هذا سر بيني وبينك فلا تبح به لأحد وكأنه دفع له المال لنشره مجانا فلا يكتمه ليلة ويتوجه للمقربين منه وبنفس العبارة يقرأ عليهم معلومات تتعلق بغيره ربما تحمل أشياء خطيرة لا حق للغير في معرفتها ولذة هذه الفئة في مقاسمة الناس أسرار الغير مضيفة أنها تعرضت لهذا النوع من الخيانة عندما كانت طالبة في جامعة الحقوق بحيث كانت مقربة من فتاة إعتبرتها بمثابة شقيقتها وكانت تسر لها بكل ما يحدث معها من أمور خاصة وبعد أن سمعت بأنها ستخطب لزميل لهما تقربت منه وقامت بإخباره عن كل الأمور التي تعرفها عنها وعن عائلتها بما فيها تلك المحرجة وكانت صدمتها كبيرة عندما اخبرها الشاب بما سمعه وفي نهاية المطاف تقول أنها لم تتزوج بذلك الشاب لأسباب أخرى وهي خسرت صديقة طفولتها منذ ذلك الوقت كما أنها لم تعد تثق في احد، أما "إيمان " ربة بيت فترى أن إفشاء السر نابع من سلوك الغيرة كما انه إنتقام فعندما يكون الشخصين مقربين يتقاسمان ويتشاركان كل شيء بما في ذلك الأسرار وبمجرد حدوث العداوة بينهما تبدأ المشاكل بفضح المستور دون التفكير في العواقب الوخيمة لذلك.
نساء تجدن المتعة في توزيع الأسرار من الشرفات و سلالم العمارات ساد مؤخرا سلوك غريب في المجتمع الجزائري وهو ما يعرف بالعامية ب" التقرعيج" أو "تعمار القرع" ويعني ذلك معرفة أسرار الغير بآي الطرق وهو سلوك أكثر من الفضول، لدرجة أن البعض يلح إلحاحا لمعرفة ما يدور في بيت فلان أو في منزل فلان رغم أن هذا الأمر يدخل ضمن أسرار البيوت التي تخص فقط أفرادها ولا تتوانى بعض النسوة في بعض الأحياء الشعبية في زيارة الجيران فقط من أجل جمع بعض الأخبار التي يتم غسلها ونشرها من حيث تحليلها مع مجموعة من النسوة فيتطرقن لسبب طلاق فلان من فلانة وسبب رفض تزويج تلك من ذلك وفضائح المراهقات وتنتقل هذه الأخبار بإنتقال هؤلاء النسوة لأمكنة أخرى والغريب في الأمر أننا دائما نسمع في أحاديث الحافلات والحمام وصالونات الحلاقة أن إحداهن تنشر الخبر ثم تقول "بصح تقعد بيناتنا قالتلي غير أنا ولو كان تسمع تعرف بلي قتلك" وبعض هذه المعلومات تشكل خطرا على علاقة الأزواج أو علاقة الفتيات بعائلاتهن وكثيرا ما أدى هذا الموضوع لخراب بيوت.
الأطفال يساهمون في نشر أسرار المنازل البيوت حرمات والبيوت أسرار ولكل منزل أسراره الخاصة التي تتعلق فقط بأفراده ولا يحق لهذه الأخبار أن تتعدى حدود جدران المنزل ولكن في الكثير من المرات يتفاجأ الأب مثلا بجاره وهو يسأله عن أمر ما أو تتفاجأ الزوجة بجارتها وهي تواسيها أو تنصحها في أمر معين أو تحاول معرفة خلفيات ذلك وهنا يقع الشك بين الزوجين بحيث يتهم كل واحد الأخر بإفشاء السر غير أنه ومن دون أن ينتبها هنالك فرد في العائلة غير ناضج يعمل على نقل الأسرار لأصدقائه الذين يحدثون أهلهم وهنا تصبح المسؤولية مسؤولية الأولياء الذين يتحدثون أمام الأطفال في أمور سرية، وبهذا الشأن أكدت " حورية " أنها لا زالت تتذكر قصة حدثت لها منذ حوالي 5 سنوات عندما دخل زوجها المنزل ثملا وبعد أن تشاجرت معه قام بضربها وفي اليوم الموالي زارتها والدتها فقامت إبنتها ذات 11 عاما بإخبار جدتها بما حدث بالتفصيل والتي جن جنونها وحاولت معرفة ما حدث رغم أنها أنكرت الأمر اتهمتها أمها بالسكوت عن حقها واتصلت بوالدها وشقيقيها حيث حضرا المنزل لمعرفة ما حدث وحولا المنزل لحلبة صراع مع زوجها وكادت الأمور أن تفلت عن نطاقها والسبب هو ابنتها مضيفة أن كل ما يحدث أمام الأطفال يخرج للشارع.