تم التأكيد خلال أشغال ندوة التنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي في طبعتها ال46 بالعاصمة الألمانية برلين, على أن إنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية بصفتها آخر مستعمرة في إفريقيا هو "اختبار للبشرية جمعاء"، كما تم التأكيد على حق الشعب الصحراوي في مواصلة الكفاح المسلح لإنهاء الاحتلال المغربي، والتذكير بأن الانتهاكات المغربية في الصحراء الغربية المحتلة لا تزال مستمرة. و أوضح شانانا غوسماو في مداخلة له خلال أشغال ندوة التنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي في طبعتها ال46 التي انطلقت الجمعة, بصفته ضيف شرف, أن "إنهاء العملية بسلام في آخر مستعمرة إفريقية هو اختبار للبشرية جمعاء, ولكن الأهم من ذلك كله, هو اختبار لأولئك الذين كانوا ذات يوم مستعمرين ليثبتوا أنه لا يزال هناك وقت لتصحيح الأخطاء في الصحراء الغربية". و أضاف رئيس تيمور الشرقية السابق إن "ما عاناه ويعانيه الشعب الصحراوي اليوم من تكالب وظلم وتحالفات ظالمة رغم كل صبره ومساعدته من خلاله تعاطيه البناء مع مخططات الأممالمتحدة التي فشلت في تحقيق إرادته والوفاء بالتزاماتها, يجعلنا جميعا أمام مسؤوليات تاريخية, كشعوب ومناضلين ومكافحين من أجل عالم أفضل يسوده الأمن والاستقرار والسلام والتعايش بين الشعوب". وذكر شانانا غوسماو على انه كان مقاتلا سابقا خلال حرب تحرير تيمور الشرقية و انه عاش كل انواع المعاناة و الاضطهاد, حيث قال : "شاهدت الكثير من الموت والمعاناة أكثر مما يجب أن يكون عليه أي إنسان, أطلب منكم بكل تواضع مساعدة إخواننا وأخواتنا الصحراويين, حتى نتمكن من إنهاء انتهاك حقوق الإنسان الذي يتعرضون له, بالاضافة الى استغلال مواردهم الطبيعية" من قبل الاحتلال المغربي. كما أكد أيضا على ضرورة تنظيم استفتاء حر وعادل يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تصفية الاستعمار والاستقلال. وفي لقطة تأثر و صفق لها الجميع, انحنى رئيس تيمور الشرقية السابق لرمز المقاومة والانتفاضة و الصمود, سلطانة خيا, احتراما و تقديرا لنضالها السلمي. التأكيد على حق الشعب الصحراوي في مواصلة الكفاح المسلح لإنهاء الاحتلال المغربي أكد الوزير الأول الصحراوي، بشرايا حمودي بيون، بالعاصمة الألمانية برلين، حق الشعب الصحراوي في مواصلة الكفاح المسلح باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الاحتلال المغربي. و حذر الوزير الأول الصحراوي خلال افتتاح الندوة ال 46 للتنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي (ايكوكو), من أن "الوضع الحالي في الصحراء الغربية وموقف بعض الدول المؤثرة لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر في المنطقة", منددا ب "المناورات المتكررة التي يقوم بها المغرب وحلفاؤه لإجهاض أي حل من شأنه تطبيق الشرعية الدولية". و قال أن "كل جهود المجتمع الدولي الهادفة إلى إيجاد حل سلمي وعادل لم تلق آذانا صاغية", مضيفا أن سلوك دول معينة "شكل أساسا لعدم الامتثال للقانون الدولي". و بخصوص دور إسبانيا, أشار بشرايا حمودي بيون إلى أن القوة المديرة للاقليم بقوة القانون "لم تدخر جهدا في دعم الاحتلال المغربي غير الشرعي للصحراء الغربية, متجاهلة تصريحات النواب في البرلمان الإسباني, القانون الدولي, والتضامن الواسع مع الشعب الصحراوي". و أكد بيون أن "تمسك الشعب الصحراوي بالسلام لن يمنعه من استخدام جميع الوسائل المشروعة لإكمال عملية التحرير الوطني". و انطلقت الجمعة بالعاصمة الألمانية برلين, أشغال الندوة ال 46 للتنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي تحت شعار "تقرير المصير من أجل الاستقلال". جدير بالذكر أن "الايكوكو" هي شبكة دولية تضم شخصيات ومنظمات من مختلف دول العالم, تسعى إلى دعم الشعب الصحراوي و التضامن معه لتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال. سعيد عياشي يندد باستمرار الانتهاكات المغربية في الصحراء الغربية المحتلة استنكر رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي, سعيد عياشي ببرلين صمت المجتمع الدولي أمام استمرار القمع والانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة. وفي كلمته خلال أشغال الندوة ال46 للتنسيقية الأوروبية للدعم والتضامن مع الشعب الصحراوي, تأسف سعيد عياشي قائلا "الآن وبعد مضي 47 سنة لا يزال المغرب يحتل إقليم الصحراء الغربية بصفة غير قانونية ومنذ 47 سنة والمغرب يقمع الصحراويين في عقر دارهم". وندد قائلا "المغرب يقوم بتوقيف وسجن بل وتعذيب الصحراويين في عقر دارهم وينهب الثروات الصحراوية على مرأى من المجتمع الدولي الذي يلتزم الصمت دون أن يوجه اي انذار او إدانة أو حتى تسليط عقوبة على المحتل المغربي". وأضاف رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي أن "المغرب يشن اليوم حربا فظيعة ضد الصحراويين في الصحراء الغربية". في ذات السياق, أشار إلى أن "الأممالمتحدة طلبت من جبهة البوليساريو وقف الكفاح المسلح بعد أن كانت لها الغلبة دون منازع في الميدان و قبل الصحراويون ذلك مقابل التزام الأممالمتحدة بتنظيم استفتاء حول تقرير المصير الذي يعد في كل الأحوال حقا للصحراويين يكفله القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة فيما يتعلق بتصفية الاستعمار". في ذات الصدد, حث عياشي الأممالمتحدة إلى تطبيق "في أقرب الآجال الالتزامات التي قطعتها للصحراويين في سبتمبر 1991", متسائلا "إلى متى سينتظر الصحراويون تنظيم الأممالمتحدة لاستفتاء حول تقرير المصير الذي يعد أساسا من حقهم؟" و "إلى متى سنبقى مكتوفي الأيدي أمام انتهاكات حقوق الإنسان اليومية و الوحشية المرتكبة في الأراضي المحتلة من قبل المغرب الذي يتصرف في ظل اللاعقاب التام؟". و أضاف "إلى متى سيلتزم المجتمع الدولي الصمت أمام العراقيل و المناورات التي يفرضها المغرب لمنع المبعوثين الخاصين للأمين العام الأممي من مزاولة مهامهم؟ ومتى سيوضع حد للنهب الفاضح للثروات الطبيعية الصحراوية من قبل المحتل المغربي؟".