تبذل جهود متواصلة على مستوى دار الحظيرة الوطنية للأرز بثنية الحد (تيسمسيلت) من أجل حماية حيوان "الوشق الجزائري" أو عناق الأرض من الإنقراض داخل غابة "المداد". وقد سطرت دار الحظيرة برنامجا لحماية هذا الحيوان النادر الذي يعد أحد أنواع القطط البرية المفترسة يتضمن متابعة علمية دقيقة من طرف إطارات مختصين في المجال للأماكن التي يتواجد بها داخل غابة "المداد" تمكن من معرفة ما إذا كان يتكاثر بشكل طبيعي أو يتعرض لاختلال بيولوجي حسبما أفاد به مدير هذه الهيئة هواري جرديني. كما يشمل البرنامج على المستويين القريب والمتوسط إجراء تحقيق ميداني يستهدف بالخصوص المواطنين القاطنين بالقرب من حظيرة الأرز للوقوف على انتشار"الوشق الجزائري". وبغية حماية هذا الحيوان بداخل غابة "الأرز" ينبغي -حسب نفس المسؤول- المحافظة أولا على النظام البيئي الحيوي الجغرافي الذي يعيش فيه. وتشكل الحظيرة الوطنية للأرز التي تزخر بثروة غابية هامة فضاء طبيعيا مناسبا للوشق الجزائري بالنظر لتواجد فسيفساء من الأنماط الحيوية وكذا الأنظمة البيئية المتنوعة على غرار الأصناف الحيوانية الصغيرة المتمثلة في الأرانب والفئران والطيور. وتنتظر دار الحظيرة الوطنية للأرز وفق مديرها مبادرات علمية ودراسات دقيقة يمكن أن يجسدها باحثون مختصون في علم الحيوان من مختلف جامعات الوطن من شأنها المساعدة على معرفة سبل حماية عناق الأرض من الانقراض علما أن هذا الحيوان يتسم بالحذر وقلة الحركة في النهار لذلك لم يتم بعد تحديد الأماكن التي يتواجد بها يوميا. كما تعتزم دار الحظيرة تنظيم عملية تحسيسية باتجاه سكان المناطق المجاورة لغابة "الأرز" لتوعيتهم بعدم اصطياد أو مطاردة حيوان الوشق لحماية قطعان ماشيتهم لكي لا يبتعد عن بيئته الطبيعية. وللإشارة تحمي القوانين الجزائرية الحيوانات المهددة بالانقراض منها الوشق الذي يعتبر من الثديات آكلات اللحوم ويمتاز بحجمه المتوسط ومعدل وزن يتراوح ما بين 13 و18 كلغ. وتعتبر آذان العناق أو الوشق الطويلة السوداء والتي تنتهي بخصل طويلة من الفرو أبرز السمات التي تميزه والتي تفسر تسميته في العديد من اللغات بالكاراكال والمشتقة من التركية بالكاراكولاك أي الآذان السوداء. وينتشر عناق الأرض في العديد من بلدان إفريقيا وآسيا الغربية وصولا إلى إيران والهند حيث يستقر بالسهوب الجافة والمناطق شبه الصحراوية خصوصا وقد يتواجد ايضا في الغابات الكثيفة المتواجدة بالأماكن المرتفعة. ويصطاد هذا الحيوان فريسته أثناء الليل بشكل رئيسي حيث يفضل أكل لحوم القوارض والأرانب البرية إضافة الى تميزه بمهارة في صيد الطيور وتسلق الأماكن المرتفعة كالأشجار التي قد يصل علوها إلى 10 أمتار.