يعرف الشارع الرياضي الجزائري جوا من النقاش الحاد حول الهالة الإعلامية الكبيرة التي رافقت تأهيل لاعب سانت ايتيان فوزي غلام مع الخضر و الذي كان بإقامة ندوة صحفية بملعب 5 جويلية و تقديمه على طريقة إمضاء عقود اللاعبين في الأندية الكبيرة و التي يتابعها الكثيرون لعشقهم هذه الأندية. غلام مكسب للجزائر لكن لا يحتاج كل هذا الضجيج لا يختلف اثنان على موهبة فوزي و على علو كعبه بحكم حصوله على مكانة أساسية في سن العشرين مع ناد ينشط في القسم الأول الفرنسي ، مستوى غلام وموهبته مكنته من ذلك حيث يعتبر حاليا من نجوم و ركائز النادي ، و تمكن المنتخب الوطني من الحصول على خدماته يعتبر خطوة ايجابيا تحسب للإدارة الفاف و واحد من اللاعبين الذين يشكلون لبنة المنتخب المستقبل ، و مع ذلك فان التعاطي الإعلامي مع القضية تجاوز الحدود و حتى ردة الفعل من ذلك لم تكن بالعادية ، فاللاعب ينشط في نادي عادي و ليس مع فريق من كبار أوربا على شاكلة برشلونة و ريال مدريد حتى يتم تقديمه بهذه الطريقة ، كما كان الحال عليه يوم تقديم علي بن عربية الذي كان نجم الدوري الفرنسي و تقديمه كان على مستوى اللاعب.
مجيئه مختلف عن من سبقوه و الأمر سلاح ذو حدين هناك العديد من اللاعبين الجزائريين الذين قاموا بتغيير جنسيتهم الرياضية من الفرنسية إلى الجزائرية قبل فوزي غلام و مع ذلك لم يحدث ذلك داخل دائرة الضوء ، فقبل غلام استفادت الجزائر من لاعبين كثر مثل يبدة الذي كان ينشط آنذاك في بنفيكا أو مغني الذي قدم من لازيو أو سفيان فغولي الذي اختار الجزائر وهو نجم في نادي فالنسيا الاسباني ، إلى جانب بلفوضيل لاعب بارما الايطالي، وكانت عملية تأهيلهم في صمت إلى حين إعلان ذلك في موقع الفاف . مثل هذه التفاوتات قد تعصف بالمجموعة و تحس اللاعبين في التمييز بينهم من حيث التعاطي مع قدومهم ، كما أن القضية قد ينظر إليها من زاوية أخرى ، فتعامل الفاف مع غلام بهذه الطريقة قد يفتح باب انضمام أسماء على مصراعيه و قد يفيد المنتخب من قدوم من هم مترددين بانوا يروا القيمة التي نالها غلام الذي اختار الجزائر مقارنة بالطريقة المهينة التي ابعد بها ناصري من الديكة.
قدومه يشبه بنسبة كبيرة ما حدث لمهدى لحسن و عادت الجماهير الجزائرية بذاكرتها إلى ما قبل نهائيات أمم إفريقيا 2010 بانغولا ، و تمكن الفاف من إقناع مهدي لحسن باللعب للخضر ، قدوم لحسن آنذاك صنع الحدث زيادة من اللزوم ، و قضيته أخذت حيزا كبير من الإعلام ما جعلها تأخذ طريقا آخر بالشد و الجذ بين الراغبين بقدومه في الكان و الرافضين للأمر ، ليفاجئهم لاعب سناتندار آنذاك برفض الانضمام للمنتخب في تلك الفترة ، ما جعل كل الثورة التي أقيمت تذهب هباء منثورا . كلام غلام عن إمكانية غيابه عن الكان و مفاضلته بين المنتخب و لعب نصف نهائي رابطة الأبطال الإفريقية جعل هذا السيناريو الأقرب و جعل الجميع يذهب إلى التشبيه بين اللاعبين، ليتفق الجميع في الأخير على تمنيهم بأن يقدم غلام ما يقدمه لحسن للمنتخب وان يشكلا ثنائيا قويا يعيد للأذهان قوة الجهة اليسرى للمنتخب في عهد بلحاج.
على حليلوزيتش أن يكون ذكي في عملية دمجه وجود كل هذه المعطيات تحتم على المدرب الوطني التعامل الجيد مع القضية ، حيث أن خطأ تقدري له في عملية دمج غلام قد يعصف بروح المجموعة التي يعول عليها الناخب الوطني لتعويض النقائص الفنية للمنتخب ، حيث أن تمكن التقني البوسني من دمج اللاعب سيمكنه من الفوز بلاعب جديد و خلق منافسة قوية مع جمال مصباح على المنصب الأساسي للظهير الأيسر ، حيث أن لاعب ميلان الذي شارك في كل اللقاءات التصفوية قد يرفض ترك مكانته للوافد الجديد.
إتقانه للعربية لم يمر مرور الكرام عند الأنصار لم تفوت الجماهير الجزائرية كل صغيرة و كبيرة في قضية غلام ، حيث تابعت باهتمام القضية ، خاصة حوار اللاعب للتلفزيون الجزائري و الذي تحدث فيه غلام باللغة العربية المختلطة باللكنة العنابية ، نظرا لأصول اللاعب من المنطقة ، الجماهير لم تفوت الأمر و أسهبت في التعلق على القضية ، حيث كان التعليقات تصب في قالب واحد انه و اخيرا لاعب مغترب يتكلم و يفهم لغة بلده ، عكس البقية التي لا تتقن سوى لغة فولتير ، فحتى النشيد الوطني يكتف الكثيرون منه بالسكوت بدل ترديده كما هو الحال لجميع الدول في مختلف أرجاء العالم.