دخلت أمس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية في إضراب وطني شامل فاقت نسبته 82 بالمائة على المستوى الوطني بعد ان فشلت جميع المحاولات الصلحيّة التي انعقدت أول أمس بين النقابة الأساسية ووزارة الصحة و ذلك حول جملة من المطالب التي سبق و ان تم إمضاءها في محاضر جلسات سابقة و لكن الوزارة لم تقم بتنفيذها إلى غاية اليوم . و في السياق ذاته ، قال الياس مرابط ،رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية في اتصال هاتفي ان الإضراب الوطني الذي باشرت به النقابة امس يتسم بنوع من الرمزية لمطالبة السلطات المعنية بمراجعة كافة الاختلالات التي يعيشها القطاع منذ أزيد من سنتين سواء تعلق الأمر بالجانب المهني أو الاجتماعي، إلى جانب الأمور التنظيمية التي تسيّر القطاع بصفة عامة والتي ترى النقابة أنها تستوجب إعادة النظر فيها. و أوضح مرابط إن النقابة أرسلت إشعار بالإضراب الى الوزارة التي لم تحرك ساكنا و لازالت متمسكة بسياسة التعنت أمام مطالب ممارسي الصحة العمومية مشيرا الى أنه بعد مرور عشرة أيام من إعلان تاريخ الإضراب وزارة الصحة لم تقم بأي جهد من شأنه أن يخفف من حدة الغليان الذي تعرفه القاعدة العمالية. و قال مرابط إن حالة الانسداد القائمة منذ أشهر بين نقابته ووزارة الصحة خلفت حالة تذمر و استياء كبير وسط ممارسي الصحة العمومية، مشيرا إلى أن وزير الصحة عبد العزيز زياري المعين حديثا على رأس القطاع لم يحرك ساكنا منذ مجيئه ولم يكلف نفسه عناء دعوة شركائه الاجتماعيين لاستئناف المفاوضات المتوقفة، كما وعد سابقا ، مؤكدا أنه يجهل شخصيا سبب هذه الممارسات والهدف غير المعلن منها. و نظرا للمعاناة التي يعيشها ممارسي الصحة العمومية ، أوضح مرابط أن خيار العودة إلى الاحتجاجات ما هي إلا وسيلة لتحذير السلطات العمومية ودعوتها إلى تحمل مسؤولياتها . ومن جهته ، تساءل محدثنا عن مصير المراسلات الثلاث التي وجهتها النقابة لوزير الصحة منذ توليه تسيير القطاع المتضمنة ضرورة استئناف الحوار مؤكدا أن إجراءات جر وزارة الصحة إلى أروقة المحكمة الإدارية بتهمة خرقها أحكام القانون الأساسي، لاسيما المادتين 19 و27 اللتين تنصان على الترقية الآلية بعد عشرة سنوات أقدمية لأكثر من 4 آلاف ممارس معني، وكذا تنظيم المسابقات الخاصة بالمناصب العليا وسيتم الكشف عن أكثر التفاصيل في الوقت المناسب. أما بخصوص مبادرة التنسيق بين نقابته وتنظيمات أخرى في القطاع من أجل توحيد الصفوف والدخول في إضراب وطني الذي شنه أمس عمال القطاع ، أفاد مرابط، أن الأمور تسير في الاتجاه السليم وأن خيار التصعيد المشترك أصبح محل إجماع بين جميع الشركاء الاجتماعيين في قطاع الصحة بالجزائر ، نظرا للنقائص المتعددة التي تعرفها مستشفياتنا .