اعتبر العديد من الحاضرين في السهرة الختامية للمهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي التي جرت بان هذه التظاهرة أعطت لهذا الفن نفسا جديدا وساهمت ولو بالشيء القليل في التعريف بثقافة التصوف التي تقوي الإيمان وتهذب الأخلاق. و أوضح المنشد الجزائري توفيق بوراس الذي نشط جانبا من السهرة بحضور جمع غفير من الجمهور أغلبه من العائلات بأن هذا المهرجان الذي ينظم ولأول مرة بسطيف كان فرصة للتعرف بهذا النوع من الغناء الروحي المندرج ضمن الفن الهادف والملتزم. و بعد أن أشار إلى أنه على الفنانين الاهتمام بالإنشاد الصوفي والأداء الديني الأصيل وتربية النشء عليه أضاف المنشد توفيق بوراس بأن المجتمع بحاجة "ماسة" لمثل هذه المهرجانات الهادفة التي من شأنها أن تثبت "الهوية" . وكانت السهرة الختامية "جزائرية تونسية" ميزها التفاعل "الكبير" للحضور المكثف للعائلات مع الوصلات المقدمة على منصة دار الثقافة "هواري بومدين" اغلبها تتغنى بحب الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) والبعض الآخر عبارة عن أدعية وتضرع للخالق عز وجل و رجاء بمغفرته. و كان لظهور الفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق الذي أدى أسماء الله الحسنى وقعا "خاصا" على التظاهرة من خلال أناشيده التي دعا في البعض منها الأمة الإسلامية إلى توحيد الصفوف وتوحيد الكلمة والمحافظة على الدين ومقومات الهوية الوطنية . و يرى بوشناق بأنه قد أصبح للفنان دور "كبير" في صنع التاريخ وفي إيصال رسالة الأمة للعالم وتوضيح الصورة من خلال الفن الراقي والكلمة الطيبة الذي يقدمها خاصة مع الأوضاع التي يعرفها العالم في المرحلة الراهنة. كما اعتبر التظاهرة والتي يشارك فيها لأول مرة بمثابة "جسر" لإيصال هذا الفن الراقي والهادف إلى كل شرائح المجتمع وإلى العالم بصفة عامة وبمثابة " الوسيلة" للحفاظ على الهوية العربية الإسلامية. و أوضح محافظ المهرجان السيد ادريس بوديبة عقب اختتام السهرة بأن التظاهرة كانت ناجحة بكل المقاييس سواء من حيث التنظيم أو من حيث الشيء المقدم ونورت سماء سطيف وجعلتها تعيش وعلى مدى أسبوع كامل فسيفساء غنائية روحية أصيلة . كما حققت أهم أهدافها بحيث استقطبت جمهور عريض ومميز من سطيف وحتى من بعض الولايات المجاورة أعطيت له الفرصة لاكتشاف نوع آخر من الفن الروحي المتجذر في الثقافة العربية و الإسلامية.