يشهد المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي بالجزائر العاصمة خلال شهر كامل تنظيم العديد من العروض المسرحية وتكريم وجوه فنية ميزت تاريخ المسرح الجزائري وذلك احتفاء بالذكرى الخمسين لتأسيسه (1963-2013). ويعرف الاحتفال الذي ينطلق من 8 جانفي الى 8 فيفري عرض 12 مسرحية فضلا عن عروض فنية ستحييها كل من الاوركسترا السيمفونية النمساوية "يوهان ستروس" والاوركسترا الوطنية. ومن بين المسرحيات التي ستعرض "المشعل" للمسرح الجهوي لوهران و"ماتبقى من بريد الشهداء" للمسرح الجهوي لسوق أهراس و "الشيخ أحداد" لمسرح الجهوي لبجاية. ويميز هذه الذكرى تقديم عرض مسرحي اقتبس مخرج المسرحية الممثل والمسرحي أحمد بن عيسى نصه من رواية "نجمة" التي تعتبر من اهم الاعمال الادبية للكاتب والمسرحي كاتب ياسين و تمخض هذا العمل -حسب بن عيسى- عن ورشة تكوينية جمعت الممثل بنخبة من الشباب الموهوبين في المسرح. والى جانب العرض المسرحي ستقدم عروضا خاصة بفنون الكلام ستقام بمختلف المؤسسات الثقافية بالجزائر العاصمة على غرار مكتبة مولود فرعون بالجزائر العاصمة ومتحف الخط العربي والمنمنمات والمتحف الجزائري للفنون الحديثة. وسيتم خلال هذه الايام المخصصة للاحتفال بتأميم المسرح الوطني ذات 8 جانفي 1963 برمجة قراءات لنصوص من السجل المسرح الوطني الجزائري الذي اراد من خلاله المنظمون ان يكون جسرا بين جيلين من المسرحيين.
ويعد هذا البرنامج الخاص بمثابة صدى لأقلام كتبت وأضفت للموروث الثقافي الجزائري ابداعا ترجم أعمالا على الخشبة حيث سجلت بأحرف من ذهب فعلى غرار نص "البوابون" لرويشد و"الجثة المطوقة" لكتاب ياسين و"الاجواد" لعبد القادر علولة بالإضافة الى قراءة ودارسة النص المسرحي في الجزائر يديرها نخبة من المختصين في المسرح. وبالموازاة مع العروض المسرحية سيحتضن المركز الثقافي "الجزائر" يومي 19 و20 جانفي على التوالي محاضرة حول موضوع "المسرح : 50 سنة عبر الصور" . كما خصص في اطار هذا الاحتفال سلسلة من التكريمات تخليدا لروح أعمدة المسرح الجزائري كمصطفى كاتب أول مدير للمسرح الوطني (1963-1972) والممثل رويشد ولم يستثنى من هم على قيد الحياة أمثال سيد علي كويرات وطه لعميري. وقد أسس المسرح الوطني الجزائري -الذي كان يحمل اسم دار أوبرا الجزائر قبل تأميمه في 8 جانفي 1963 عبارة عن "دار اوبرا"-في 1853 من طرف مهندسين فرنسيين فريديريك شاسيريو وجوستان بوسار. ويعد هذا الصرح أول مؤسسة ذات طابع ثقافي يتم تاميمها عقب الاستقلال.