صدر للأستاذ الباحث الدكتور محمد بلية بغداد الأستاذ بقسم الفنون الدرامية بكلية الآداب بجامعة سعيدة كتاب جديد يضاف إلى مجموع إنتاجه البحثي المعدد الاهتمامات بعنوان (فضاءات السينما الجزائرية، نظرة بانورامية على تاريخ السينما في الجزائر) عن منشورات دار ليجوند بالجزائر في طبعة أنيقة ذات ورق ممتاز مدعمة بصور توثيقية ملونة و أخرى بالأبيض و الأسود اقتضتها طبيعة الموضوع و خصوصيته. و جاء الكتاب في وقته ليدعم البيبليوغرافيا السينمائية باللغة العربية خاصة كما جاء في مقدمة الكتاب نظرا لندرة المراجع التبسيطية حول تاريخ السينما الجزائرية باللغة العربية، و نظرا لندرة الكتب التي تهتم بتاريخ السينما و التي بإمكانها تقديم المساعدة الضرورية للباحثين الجزائريين و العرب عن تاريخ السينما في الجزائر نشأة و تطورا و إنتاجا. و يبدو الكتاب توثيقيا بكل المواصفات البحثية الأكاديمية من حيث مَرْجَعَة المعلومات وتوثيقها توثيقا علميا، إضافة إلى كونه توثيقا صُوَريا لم تعتده البحوث الأكاديمية إلا نادرا بذل فيه الباحث جهدا كبيرا في اختيار ملصقات و صور الأفلام الدالة على تطور السينما الجزائرية من خلال التوثيق للقطات الأفلام من جهة و التوثيق للعديد من المخرجين و الممثلين باعتبارهما جزءا هاما من ذاكرة السينما الجزائرية. و هذه إحدى خصلات هذا الكتاب النادر في ما كتب عن الفن السابع باللغة العربية في الجزائر. أما الخصال الأخرى فتتمثل في نظرنا في التعرض لتاريخ السينما برؤية تأريخية واضحة لا تخلو من وجهة نظر الباحث في كثير مما اعترض طريق هذا الفن من صعوبات خلال مسيرته المعاصرة. و إذا كان تاريخ سينما الجزائر المستقلة معروف عموما لدى الجمهور العريض نظرا لحضور أفلامها القوي عربيا و عالميا، فإن تاريخ نشأة السينما في الجزائر في الفترة الكولونيالية غير معروف كثيرا لدى القارئ والمهتم المعربين على الأقل. و هذا ما أفرد له الباحث فصلا من خمسة عناصر تعرض فيه إلى عديد الإشكالات مثل طرح السؤال الجوهري المتعلق بالسينما الكولونيالية و/أو السينما الفرنسية، إضافة إلى بدايات السينما، و أثر الأدب الفرنسي في السينما، و 'مخرجون فرنسيون و سلاح الصورة'. أما الفصل الثاني فخصصه للسينما الجزائرية من خلال تعرضه لحرب التحرير الجزائرية من خلال الأفلام التاريخية الثورية و السينما الجديدة و السينما الجزائرية و الواقع و الفيلم الأمازيغي و السينما الجزائرية والقضايا العربية. و خصص الفصل الثالث و الأخير للسينما الجزائرية داخل الرقعة و خارجها من خلال التعرض إلى إشكالية الإنتاج المشترك و سينما الهجرة و آفاق الأفلام القصيرة. و هي كلها قضايا ملحة بالنظر إلى المستجدات الطارئة على الساحة السينمائية و أهمية ما تتخذها الصورة من أبعاد خطيرة في التأريخ للواقع المعاصر. و هو بهذه المواضيع يكون قد أضاف لبنة أساسية للبيبليوغرافيا السينمائية المعربة تكون عونا للجيل الجديد من الطلاب والباحثين في هذا التخصص.