تشارك العديد من بلدان العالم الجزائراحتفالاتها بخمسينية استقلالها من خلال تظاهرات ثقافية تجمع بين السينما والموسيقى والأدب تخص هذه الذكرى التي يحتفى بها بالجزائر حتى الخامس جويلية 2013. وأبى منظموا هذه التظاهرات إلا أن يخصصوا حيزا من أجنداتهم الثقافية للوقوف عند هذه الذكرى على غرارالمملكة المتحدة حيث نظم "الحزب الإشتراكي للعمال" البريطاني بالعاصمة لندن عرض فيلم "معركة الجزائر" في 6 جويلية الماضي ضمن"مهرجان الماركسية 2012". وبجامعة ليستر وسط انجلترا عقدت وبمناسبة الخمسينية لقاء دولي بعنوان "نظرة جديدة على الجزائر" في الفترة من 11 إلى 13 أفريل الماضي حيث ضم أكاديميين من مختلف التخصصات (تاريخ وأدب وسينما...) قدموا من المملكة المتحدةوالولاياتالمتحدةوفرنسا والعديد من الجامعيين الجزائريين الذين يدرسون بجامعات أوروبا المختلفة. وفي إسبانيا نظمت مؤسسة "كازا ارب" (البيت العربي الإسباني) في العاصمة مدريد عرض أفلام سينمائية ووثائقية احتفاء بالذكرى الخمسين للاستقلال من 2 إلى 30 أفريل الماضي. وكان من بين الأعمال المعروضة "مسيرة شعب" (1963 ) للمخرج الفرنسي رونيه فوتييه و"معركة الجزائر" (1966) للإيطالي جيلو بونتيكورفوبالإضافة ل "الخارجون عن القانون" (2010) و"خراطيش غولواز" (2007) للمخرجان الجزائريان المقيمان بفرنسا رشيد بوشارب ومهدي شارف. وغيربعيد عن مدريد تنظم الدورة التاسعة لمهرجان السينما الإفريقية بقرطبة من 13 إلى 21 أكتوبرالمقبل احياء لخمسينية الاستقلال عرض مجموعة من الأفلام تحت عنوان "الجزائر: خمسين سنة بعد الإستقلال" ضمن برنامج خاص خارج المنافسة. وفي فرنسا لاتزال وكالة التصويرالفوتوغرافي الدولية "ماغنوم فوتوز" تعرض برواقها بباريس مجموعة فريدة من الصورالفوتوغرافية التي تعكس واقع الجزائر في الفترة من 1957 إلى 1962. ويعرض ثلاثة مصورين (كندي وروسي وفرنسي) ضمن هذا المعرض الذي افتتح في 20 جوان الماضي ويستمرلغاية يوم غد 8 سبتمبرأرشيفهم الشخصي الخاص بالجزائرالتي عملوا بها قبيل الإستقلال. وأما في بربينيون في جنوب غرب البلاد فقد خصص مهرجان "فيزا للصورة" (الصحفية) الذي افتتح السبت الماضي ويستمرلغاية 16 سبتمبرإحدى فروعه للخمسينية حيث سيتم تسليط الضوء على استقلال الجزائر ضمن "أمسيات العروض" المقامة إلى غاية 8 سبتمبر. ومن جهة أخرى ستكون السينما الجزائرية في صلب فعاليات مهرجان الفيلم العربي بفاماك (موزيل شمال فرنسا) في دورته ال23 من 10 إلى 22 أكتوبر2012 حيث ستغطي برمجة هذه الدورة "50 سنة من الإنتاج السينمائي الجزائري" كما ستتم دعوة العديد من المخرجين الجزائريين. وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية نظمت الشركة الأمريكية لتوزيع الأفلام "ريالتو بكتشرز" عرض فيلم "معركة الجزائر" خلال شهرجويلية الماضي بكل من نيويورك وبنسلفانيا وكاليفورنيا احتفاء بالخمسينية. وقد عرف العرض حضورا كبيرا للجمهور خصوصا وأن الفيلم كان قد كسب شهرته هناك بعد أن عرضه البنتاغون بمقره بواشنطن في سبتمبر 2003. أما في العاصمة واشنطن فقد تم عرض نفس الفيلم ب "الناشيونال أمركن غاليري" للفنون بمقره بواشنطن في 28 جويلية الماضي. وامتد الإحتفال بالخمسينية بالولاياتالمتحدة الى أهم التظاهرات الموسيقية حيث برمجت إدارة مهرجان "سليبريت بروكلن 2012" بنيويورك حفل ساهر أحيته الفنانة الجزائرية سعاد ماسي في 7 جويلية تزامنا مع الإحتفال بعيد استقلال الجزائر. ومن جهتها نظمت المؤسسة الثقافية الكاميرونية "أفريك أفنير" في 3 جوان الماضي بالعاصمة الألمانية برلين عرض فيلم "الخارجون عن القانون" تخليدا لذكرى ضحايا مجازر ال8 ماي 1945. وفي القارة الإفريقية أيضا فقد احتفلت مكتبة الإسكندرية بمصر بمرورخمسين عاما على استقلال الجزائرمن خلال سلسلة من الأنشطة هدفها التوثيق للثورة الجزائرية خصوصا ان "المكتبة تمنلك العديد من المواد النادرة" الخاصة بهذه المرحلة في تاريخ الجزائر. وكان "بيت السناري" (بيت الثقافة والفنون والعلوم) التابع للمكتبة قد نظم من 29 أوت إلى 4 سبتمبرعدة ندوات شارك فيها مصريون وجزائريون. وعادت "أفريك أفنير" لتنظم عرض "معركة الجزائر" بالعاصمة الناميبية وندهوك في 30 جوان الماضي. وفي الأردن نظمت "مؤسسة شومان" الثلاثاء الماضي بعمان عرض فيلم "معركة الجزائر". وكانت مؤسسة "بريتش فيلم" البريطانية قد صنفت مؤخرا "معركة الجزائر" -الذي صور لملحمة لسكان قصبة الجزائر في كفاحهم ضد المستعمرالفرنسي- ضمن أفضل 50 فيلما في تاريخ السينما العالمية. ولم تغب دورالنشرفي الخارج عن مواكبة إحتفالات الجزائر بخمسينية استقلالها اذ ازدانت المكتبات البريطانية في جوان الماضي بمؤلف "الثوريون الأوربيون واستقلال الجزائر: 1954-1962" الذي أصدرته دارالنشرالبريطانية "ذي مارلن برس" وهو من تأليف مجموعة من الكتاب البريطانيين تحت إشراف الباحث في التاريخ أيان بيرشل. ومن المتوقع أن يصدرأيضا خلال هذا الشهرعن جامعة مانشستربإنجلترا كتاب جديد باللغة الإنجليزية للباحث والأكاديمي البريطاني غي أوستن من جامعة نيوكاسل بعنوان "السينما الوطنية الجزائرية". والكتاب -حسبما أوضحه الباحث البريطاني - هو "أول مؤلف يصدر باللغة الإنجليزية منذ السبعينيات ويتضمن دراسة مطولة عن السينما الجزائرية" خلال الخمسين سنة الماضية.