أصدر المقرر الخاص ضد التعذيب والمعاملات القاسية تقريره المنتظر منذ السنة الماضية حول زيارته للمغرب والصحراء الغربية، حيث تم نشره في موقع المفوضية السامية لحقوق الإنسان ومن المنتظر أن يقدم رسميا يوم الاثنين القادم أمام مجلس حقوق الإنسان. واستعرض التقرير الذي جاء في 22 صفحة ظروف الزيارة وما تخللها من مشاكل، كما عرض أهم ملاحظاته والانتهاكات التي استطاع الوقوف عليها والتي أثبتت ممارسة سلطات الاحتلال المغربية للتعذيب بشكل منهجي ضد الصحراويين خصوصا، وضد المحتجين أيضا في بعض محطات الاحتجاج بالمغرب. وأكد التقرير أنه سيقتصر على التقرير عن ممارسة التعذيب والمعاملات القاسية، ولن يدخل في الخلفية القانونية للصحراء الغربية، التي ذكر بأنها بلد لا زال لا يتمتع بالاستقلال الذاتي. واستعرض التقرير أهم الاتفاقيات الدولية المناهضة للتعذيب التي وقع عليها المغرب بالإضافة الى القوانين التي أدرجها المغرب في قوانينه الوطنية للتعامل مع ظاهرة الإرهاب، مشيرا إلى أنها لا زالت لا ترقى لما هو مطلوب دوليا، ناهيك عن عدم احترام السلطات التنفيذية لها في كل الأحوال. وتناول التقرير بعض مظاهر وحالات التعذيب الممارسة ضد النشطاء السياسيين، والحقوقيين، وما يتعرض له الصحراويون بالخصوص من تعذيب منهجي على أيدي سلطات الاحتلال المغربية سواء أثناء او بعد المظاهرات، مشيرا إلى ما يتعرض له الضحايا من رمي خارج النطاق الحضري للمدن في الخلاء وحرمانهم من التطبيب. كما تحدث التقرير عن واقع السجون المغربية، بما يشمل ذلك من اكتضاض، ومضايقات وممارسة للتعذيب، بالاضافة إلى انتزاع الاعترافات من المعتقلين تحت التعذيب. وأعطى التقرير اهتماما أيضا للاستعمال الزائد للقوة من طرف سلطات الاحتلال المغربية ضد المتظاهرين، وحرمان المعتقلين الصحراويين بالخصوص من أبسط شروط المحاكمة العادلة، بما في ذلك تقديم المدنيين أمام المحاكم العسكرية. كما لم يفت المقرر التأكيد على حرمان المحامين من التعاطي وزيارة موكليهم من اجل الإعداد الجيد للدفاع، بالإضافة الى ثقل الأحكام التي تتخذ ضد المعتقلين بناء على محاضر الشرطة القضائية التي ثبت استعمالها التعذيب لانتزاع الاعترافات في عدة حالات، وفي شهادات الضحايا. ومن المنتظر أن يعرض السيد مانديز تقريره أمام المجلس غدا ، كما أن المقررة الخاصة حول المدافعين عن حقوق الإنسان أصدرت بدورها تقريرا تناول وضعية المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان والذي سيعرض في نفس اليوم.