لأن المسؤولين عندنا دوما لهم الجواب اليقين، ويصرون إلحاحا ويلحون إصرارا على أن الأمور تسير على افضل ما يروع وليس كما يبينها هذا الإعلام الذي لا يرى إلا نصف الكأس الفارغ رغم أن كؤوس مسؤولينا ممثلة في انجزاتهم كلها تكاد تكون فارغة وما امتلأ منها لم يمتلئ سوى بالفساد، كما هو ملف أو مشروع القرن الطريق السيار " سرق نهب" الذي تحول بقدرة قادر بتكلفة أربع ملايير دولار إلى 20 مليار دولار ولم ينتهي بعد، مبلغ يصنع طريق سيار من البحر الأبيض المتوسط إلى جنوب افريقيا، و الفائض منه يمكن أن يوزع على دول افريقيا كلها لصيانة طرقاتها، ورغم ذلك يتحدث القوم عندنا عن النجاح ويؤكدون أن التاء تنقط من تحت، والأمر نفسه بالنسبة لمشروع القرون ولا اقول القرن أو مشروع عمار الخاص بالميترو الذي أنجز منه بعض الكيلومترات جعلت عمار يا عمار يفتخر بمشروع تعاقب عليه أكثر من وزير، ولم يكن له سوى شرف تدشين ما وجده جاهزا بعد سنون من التأجيلات والبريكولات، التي جعلت مشروع القرون يغرق في مياه المطر كلما صب بعض المطر، وهكذا مشاريعنا الكبرى الحقيقة معلقة في رقبة العمارين، عمار غول وعمار تو، وليس لنا كشعب سوى أن ندعوا "اللهم اهدي احد العمارين لمعرفة أن التاء تنقط من الفوق" ليتأكدا أن مشاريعهما ليست في واقع الحال سوى بريكولة انتاع ماصو كلفت الملايير من صواردة الشعب.