تعرض أزيد من 200 صورة فوتوغرافية لأكثر من 50 مصورا منهم جزائريين و أجانب، افتتحت عشية أول أمس، وزيرة الثقافة خليدة تومي برواق ماما بالمتحف العمومي الوطني للفن الحديث و المعاصر، معرض الصور الفوتوغرافية "مصورو الحرب، جنود الأسود و الأبيض"، وذلك بحضور العديد من الوجوه التاريخية و الفنية. و في كلمة لها ألقتها بالمناسبة، أكدت وزيرة الثقافة عن أهمية هذا الحدث الذي يحمل في طياته أبعاد تاريخية، لاحتوائه على شهود عيان على بشاعة وجرائم التي ارتكبها المستعمر في حق الشعب الجزائري، وأثنت على هؤلاء المصورين على رسالتهم النبيلة التي عملت على حفظ الذاكرة التاريخية لمسار الثورة الجزائرية، كما تضمنت كلمة الوزيرة دعوتها إلى الجمهور لزيارة مثل هذه المعارض لتعرف عن قرب عن من ساندا القضية الجزائرية و ضحى و ناضل مثله مثل حامل السلاح. المعرض الذي ينظم في إطار الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية، بالتنسيق مع الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي،و الذي سيتواصل إلى غاية 30 من شهر أوت القادم، يضم أكثر من 200 صورة فوتوغرافية تم التقاطها من طرف ما يفوق عن 50 مصورا من جزائريين وأجانب يمثلون كل من فرنسا وإيطاليا وصربيا. ومن جملة المصورين الأحرار الذين وقفوا إلى جانب الشعب الجزائري وساندوا القضية الجزائرية، ونقلوا بشاعة الصور وجرائم فرنسا الاستعمارية إبان حرب التحرير المجيدة ، نجد أدولف كامنسكي من فرنسا مقاوم مختص في إصدار الوثائق المزورة، حيث زود الثوار الجزائريين ببطاقات تعريف تمثل مختلف جهات العالم، ولم يتلقى أية أجرى على عمله هذا سوى أنه رأى من منظروه الإنساني، حيث أنقذ بعمله هذا ألاف الأرواح، ويعد هذا الفرنسي الذي يحمل بين دفتيه فكرة مناهضة للاستعمار، سعيا منه لنشر ثقافة السلم والأمن في ربوع الجزائر خاصة، وفي العالم أجمع، فضلا كونه أول شبكة فرنسية لدعم جبهة التحرير الوطني، من جهته التقط المصور الفرنسي إيلي كاغان العديد من الصور التي تشهد على همجية الإدارة الفرنسية في مظاهرات 17 أكتوبر 1961 بفرنسا هذه الواقعة التي تعد من جرائم الحرب التي ارتكبها جنرالات فرنسا الوحشية، كما استعرض جناح المصور الصربي ستيفان لبودوفيك ألبوم من الصور الخاصة بالمقاومة الجزائرية من سنة 1959 إلى غاية الاستقلال، وفي ذات السياق استعرض المصور الجزائري محمد كواسي مسؤول عن مصلحة الصور للحكومة الجزائرية المؤقتة التي تم التقاطها بين سنتي 1958 و1962، على صعيد مماثل قدم المصور الجزائري محمد لونيسي بن ساولة المدعو شروكي شرحا مفصلا للجمهور الذي كانت تغص به قاعة العرض الكيفية التي قام بها بتحضير هذه الصور والتي قال بأنها أرشيف للجيل الحالي واللاحق، ودليل قاطع وشاهدة على جرائم الإدارة الفرنسية، كما يحمل المعرض مختلف الصور للشهداء والمجاهدين في شعب الجبال والأودية، والصحاري والمدن الجزائرية وقراها من إمضاء فنانين محترفين في التقاط الصور وتحميضها. للإشارة، فقد أكد محمد جحيش مدير المتحف خلال الندوة التي نشطها يوم الاثنين الماضي بمقر جريدة المجاهد للحديث عن تفصيل تنظيم هذا المعرض، أن هذا المعرض يظهر الاهتمام الذي أبداه المصورين سواء كانوا محترفين أو هواة، بالقضية الجزائرية و إيمانهم بها، و يبين أيضا رغبة هؤلاء في تقديم الشهادة و التوثيق لتلك الفترة، أما عن الصور فقد أكد بشأنها أنها مأخوذة من ساحات القتال، و أنها التقطت بشكل عفوي و من زوايا مختلفة، هذا ما يفسر عدم وضوح بعض الصور المعرض يقول المتحدث.