يستغل عدد من التجار من ممتهني "رحي التوابل" حلول شهر رمضان و زيادة الاقبال على اقتناء "التوابل"، لإغراق المحلات و الأسواق بتوابل مغشوشة نصف مكوناتها من الحصى و الرمل. كشف أمس، البروفيسور "بودزاري" بمصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا، أن أزيد من نصف نسبة التوابل التي يستهلكها الجزائريين مغشوشة و تحتوي على مواد مضرة بالصحة، تسبب تسممات و امراض مثل حصى الكلى و الكبد و قد تكون قاتلة أو مسرطنة في بعض الحالات التي تم الافراط في تناولها. و حسب المتحدث، فإن كل مصلحة للاستعجالات، ومنذ بداية شهر رمضان، تستقبل أزيد من 500 شخص يوميا منها أكثر من 20 شخص تعرضوا للتسمم بسبب "التوابل" المسمومة التي اصبحت في رمضان. و مما لا شك فيه أن مزج هذه البهارات و التوابل بمواد سامة و غير صالحة للأكل، أمر مضر بالصحة و ذو انعكاسات خطيرة تصل إلى حد التسمم الغذائي و الإصابة بسرطان الكولون و المعدة. و في هذا الإطار، كشفت مصادر طبية، أن عدة حالات تسمم سجلت جراء استهلاك هذه التوابل غير الخاضعة للمراقبة، حيث شهدت إقبالا على شرائها بدعوى أسعارها المتدنية، خاصة و أننا نسمع دوما عن حجز كميات معتبرة من هذه المواد المغشوشة من قبل مصالح الأمن و الدرك. و من جهته، أكد مصطفى زبدي رئيس جمعية حماية المستهلك، ان ظاهرة الغش تتفاقم بشكل كبير في رمضان، و بالنسبة للتوابل المغشوشة فالمشكل ليس في المادة الاولية بل في عملية "الرحي" ، حيث يقوم بعض التجار الممارسون لمهنة الرحي بمزج التوابل بمواد سامة مثل الحصى و الرمل و الآجر لدرجة أنه 50 بالمائة من مكونات المنتوج مغشوشة و هذا بهدف الربح دون مراعاة لصحة و سلامة المواطن، و يحاولون تغطية فعلتهم من خلال استعمال الملونات و العطور و هي بدورها مواد كيماوية مضرة بالصحة. و من الظواهر الغريبة التي تم تسجيلها في رمضان، أننا نجد امام محل الرحاة اكوام من الرمل و الحصى و السؤال لمطروح، ماذا يفعل هؤلاء الرحاة بكل هذا الرمل و الحصى؟ اضافة الى انه من المعروف عن ممارسو هذه المهنة تغيير مقر عملهم بشكل دوري مما يؤكد ممارستهم لنشاط غير شرعي. و دعا ذات المتحدث، المستهلك الجزائري إلى تجنب اقتناء اكياس التوابل التي لا يتم فيها تحديد اسم و عنوان المنتج بالتفصيل مثل "طريق بئر توتة أو طريق بومرداس ثنية" او غيرها من العناوين غير الواضحة، اضافة ضرورة الابتعاد عن اكياس التوابل ذات 5 كلغ لأنه يسهل على الغشاش تسويقها خاصة للمطاعم الجماعية و المطاعم الجامعية و اللجوء الى اقتناء التوابل كمادة اولية و رحيها باستعمال "المهراز" كأسلم طريقة للوقاية من بطش الغشاشين.