تعرف ولاية الجزائر تحولات كبيرة في مجال تسيير النفايات بغلق مفارغ عشوائة كبيرة و فتح مراكز حديثة لفرز و ردم النفايات و انشاء مؤسسات عصرية تتكفل بجمع النفايات تدعيما لتلك العاملة في الميدان حاليا. و استحدثت الولاية مؤخرا مؤسستين جديدتين الأولى مختصة في جمع و نقل النفايات (اكسترانيت) و الثانية المختصة في تسيير مراكز الفرز و الردم التقني (اجيسيتال) التي بدأت بتسيير المركز الأول. و قد انطلق استغلال مركز اكسترانيت في بداية هذا الشهر بمنطقة حميسي بالدائرة الادارية لزارلدة غرب ولاية الجزائر و الذي اعطى اشارة انطلاقه الوزير الأول عبد المالك سلال في زيارته التفقدية للولاية بداية جويلية الماضي. بفتح المركز الأول لفرز و ردم النفايات بحميسي تفتح معه آفاق جديدة ستتعزز حين يتم استلام المركز المماثل له والموجود قيد الانجاز في منطقة قورصو (ولاية بومرداس) والذي سيوضع تحت تصرف ولاية الجزائر قبل نهاية هذه السنة حسب السيدة فتيحة سليماني مسؤولة بالولاية. ويعد هذين المركزين التي تشرف على تسييرهما المؤسسة العمومية الولائية لتسيير مراكز الردم التقني للنفايات المنزلية (أجيسيتال) المستحدثة مؤخرا تطبيقا لتعليمات الحكومة حسب السيدة سليماني حجر الزاوية في الاستراتيجية التي تسعى الى التعامل بطريقة عصرية و منظمة للنفايات مهما كانت نوعيتها لتجعل منها بعد فرزها ثروة ذات قيمة مضافة يتم بيعها بالمزاد العلني. و من جهتها اعتبرت السيدة لجرم سهيلة مديرة (أجيسيتال) لدى الشروع الفعلي لتشغيل مركز حميسي انه بفضل هذين المركزين الحديثين نكون قد دخلنا بالفعل في مرحلة يمكن وصفها ب"الانتقالية في تسيير النفايات" من التسيير " العشوائي الى " تسيير علمي يستجيب للمقاييس البيئية".
حدائق عمومية تحل مكان النقاط السوداء و المفارغ العشوائية شرعت الولاية في تطبيق استراتيجية طموحة للقضاء على أزيد من 250 نقطة سوداء للنفايات المنزلية و (8) ثمانية مفرغات عشوائية حسب مدير البيئة بالولاية مسعود تباني و اكوام الفضلات لا تحصى عبر احياء الولاية. وفيما يخص القضاء على المفرغات العشوائية اكدت السيدة سليماني ان السلطات العمومية قد تمكنت من القضاء على اثنتين منها و رصدت اغلفة مالية للقضاء على المفراغات العشوائية الستة المتبقية و المتواجدة بكل من الحميز و برج الكيفان و الرحمانية و المعالمة و موقعين بتسالة المرجة بحيث سيتم تهيئتها و ادخالها في المخطط العمراني للمنطقة الموجودة بها. و من جهته أوضح مدير البئية لولاية الجزائر مسعود تباني أن مصالحه تعاقدت مع مؤسسة خاصة من أجل القضاء الكلي على النقاط السوداء البالغ عددها 250 عبر تراب الولاية من خلال تعقيم الأماكن ووضع حاويات لجمع النفايات فيها مشيرا الى أن هذه العملية بدأت منذ شهر جوان الماضي وستستمر إلى نهاية السنة الجارية. و اوضح السيد تباني ان الغلق النهائي لمفرغة وادي السمار الذي تم في 05 جوان من السنة الماضية و جرى بطريقة تدريجية و الاشغال تشرف على نهايتها من اجل ستبدالها بحديقة عمومية خضراء بهذه المنطقة التي تفتقر لمثل هذه الفضاءات طبيعية. و بالمناسبة ذكر بالوعود التي اطلقتها السلطات العمومية فيما يخص الغلق المرتقب لمركز الردم التقني لأولاد فايت و الذي امتلأت حفره الخمسة عن آخرها لتترك مكانها لحديقة عمومية خضراء.
فرز النفايات بداية من مصدرها ضروري لتحويلها يقول المتدخلون في مجال التعامل مع النفايات من اعوان النظافة و منتخبون ان التكفل بجمع و فرز و تنظيف المحيط هو ليس فقط مهمة جميع الفاعلين في الجماعة المحلية و المؤسسات المختصة بل هو مهمة المواطن أساسا. و في هذا الصدد أكد مدير مؤسسة اكسترانت رشيد مشاب أن الأولوية اليوم هي "إعادة تنظيم و هيكلة مصالح النظافة في البلديات و مساعدتها بالوسائل الضرورية و مرافقتها من اجل استعادة النظافة عبر الشوارع و داخل الأحياء في كل الولاية". و اوضح السيد مشاب ان " تثمين النفايات يمر عبر مسار يبدأ من منشأ هذه النفايات و المتمثلة في المنازل و المتاجر والمساحات التجارية الكبيرة و حتى المصانع التي تنتج كميات كبيرة من النفايات القابلة للتحويل. و أوضح المتحدث أن "مؤسسته تنوي القيام بعملية تحسيسية متواصلة لتغيير سلوكات المواطن في تعامله مع النفايات التي ينتجها و ذلك بعدما نضع في متناوله الحاويات الخاصة بكل نوع من أنواع النفايات بحيث لا يمكن خلط الزجاج بالورق و لا بالمواد الحديدية أو اللاستيكية. و يضيف المسؤول انه لكي نصل لمرحلة تغيير السلوكيات لا بد من اشراك الجميع مكونات المجتمع من ربات البيوت و الأطفال و كذا التجار . و في نفس الصدد يجمع عدد من المواطنين ان عملية التحسيس لن تكون مجدية اذا ما لم تشرك فيها الوسائل الاعلامية الثقيلة مثل التلفزيون و الاذاعة بجميع محطاتها خاصة المحلية التي بامكانها ان تلعب دورا اساسيا في تغيير السلوكات و ترسيخ ثقافة بيئية مستدامة في المجتمع. وتعد تجربة مدينة سطيف مؤخرا في اعتماد نظام جديد لجمع وفرز النفايات المنزلية من خلال وضع حاويات ثلاثية منفصلة مخصصة كل واحدة منها حسب نوع هذه النفايات وذلك عبر شوارع وأحياء المدينة مثالا يقتدى به.