حذرت الكثير من الدول العربية من غزو السينما الإيرانية لعقول مواطنيها خاصة بعدما دخلت طهران مجال ترجمة أفلامها إلى العربية، ولم تعد طهران عند الأعراب تشكل تهديدا عسكريا فقط بل وثقافيا ايضا، ولكن هذه الأنظمة التي صارت تصور إيران على أنها " بعبع " يتوجب الخوف منه لم تسال نفسها لماذا تقبل شعوبها على الأفلام والمسلسلات الإيرانية ومن قبل على المسلسلات والأفلام التركية ، ومن قبلها أيضا على المسلسلات المكسيكية ..؟ لو طرح وزراء ثقافة الأعراب هذا السؤال على انفسهم وناقشوه لاكتشفوا أن ذوق المواطن العربي في الثقافة وحسه أعلى من مسؤوليه لذا هو لا يهتم لما تنتجه مثلا السينما المصرية من أفلام عادل إمام التي لم تعد تضحك الناس قدر ما صارت تضحك عليهم، والشعب العربي وجد في السينما الإيرانية ضالته المنشودة خاصة من ناحية الافلام الدينية " حتى وان كان موقف الشرع فيه نظر " ليس من الناحية الموضوعية للسياق التاريخي او الديني فقط، بل للتقنية التي تستعملها إيران في الإخراج والديكور ، حتى أنه يخيل لكل من شاهد مسلسل أهل الكهف أنه يقف أمام فتية الكهف حقا من شدة المؤثرات الدرامية والدقة في الديكور والسياق التاريخي، أما عندنا فلا تستغرب أن تشاهد أثارعجلات سيارة يف الرمل او طائرة هيلكوبر في السماء في فلم يتحدث عن امرء القيس، ولا تستغرب أيضا إن شاهدت ساعة يد في معصم المتنبي وهو يلفي قصيدة أمام كافور الأخشدي في موقف درامي، أما المبالغة في السيناريو والأحداث التي لا علاقة لها بالطبيعة فتلك أمور تجعل المشاهد العربي يهرب ليس نحو السينما الإيرانية فقط بل أي مشهد سينمائي ولو كان باللغة اليبانية في ظل عشرات القنوات العربية التي لم تعد تفيد في شيء.