استضاف فضاء صدى الأقلام بالمسرح الوطني الجزائري أمسية البارحة و بحضور لفيف من إعلامي الصحافة والمهتمين بالنشاط المسرحي والناشطين المسرحيين المحترفين،الممثل والكاتب المسرحي الشاب أكرم جغيم عضو فرقة النوارس من أجل تقديم نصه المسرحي الجديد"الغريب في مهمة" بدأت الندوة بعرض موجز لقصة المسرحية قدمه أكرم بمساعدة زميله في فرقة النوارس سليم ساسي اللذين نقلا الحضور إلى أعماق و دلالات النص من خلال الحوارات الرمزية و المباشرة له ،بعدها فتح المجال للأسئلة التي دارت بشكل كبير حول نوعية النص الذي اتسم بالرمزية،وقد صرح أكرم بخصوص هذا الموضوع،أن الرمزية تجعل إسقاطات النص على الواقع واسعة المجال،ما يجعل النص صالحا ليس فقط للإطارين الزماني والمكاني الجزائريين،بل يوسع مجاله ليشمل بيئات أخرى قد تجد في النص ما يعبر عنها،كما جاء الحديث عن اقتباس النصوص،ليثير نوعا من الشجن،حيث عبر جغيم عن عدم رضاه عن ظاهرة التخلي عن الكتابة،في مقابل الاعتماد على نصوص كلاسيكية معروفة للعام والخاص،مضيفا أن الاقتباس هو مقبرة للإبداع،ومن الضروري جعله استثناءا لا قاعدة. وفي حين اتفق غالبية الحضور على جمالية المزاوجة بين الفصحى والدارجة في نص جغيم،رأى البعض أن قالب النص يتسع لما هو أكثر من مجرد نص مسرحي اعتيادي،فجاء رد جغيم مؤكدا لصحة هذه التدخلات،حيث وضح أن النص معد أصلا للمسرح،لكنه سيقولب مجددا ليتخذ طبيعة سينمائية،ومن ثم يأخذ طريقه إلى الشاشة الكبيرة في أقرب فرصة. وجاء تدخل المدير الفني للمسرح الوطني الناقد ابراهيم نوال،مثمنا لتجربة الكتابة الشابة،باعتبارها كتابة تلامس الواقع ولو في ضمنية الطرح،وشدد على أهمية المسرح الواقعي،الذي يستمد قوة النص من صدق الأحداث،منبها على ضرورة الاستثمار في هذه الطاقات الشابة،ومد يد العون لها،حتى تكون منبعا لتغدية المسرح الوطني بنصوص جادة،ومحركا لبعض الجمود الذي تعانيه الكتابة المسرحية في الجزائر. للتنويه صدى الأقلام هو فضاء أسبوعي مفتوح للحضور من العوام وأهل الاختصاص،يقام ظهيرة كل سبت على الساعة الثانية ظهرا بالمسرح الوطني الجزائري،ويستضيف كتابا مسرحيين جزائريين،وأدباء وشعراء،لتقديم أعمالهم بحضور الصحافة.