استضاف ''فضاء صدى الأقلام'' بالمسرح الوطني مساء أول أمس الممثل الشاب والكاتب المسرحي أكرم جغيم لتقديم قراءة حول نصه المسرحي الجديد ''الغريب في مهمة'' الذي أخذ في نسجه صاحبه طابعا رمزيا محضا جسدته الشخصيات، حيث يروي فيه قصة شاب قاده حبه للعيش بسلام إلى مدينة سمع عنها، على أساس أنها ''أرض الأحلام'' لكنه يصطدم بالواقع بمجرد وصوله إليها لأن تلك المدينة التي كانت تنضح بالحياة والخير؛ تحولت إلى دمار وخراب يستحيل العيش فيها. وتتشكل بداية ''دينامكية'' النص حسب ضيف المسرح الوطني، بالحوار وبالتحديد مع التقاء الشاب ''الغريب'' ب''عجوز'' تكلفه بمهمة إحياء المدينة وإعادتها إلى ما كانت عليه من قبل. وبمجرد رحيلها يظهر أمامه ثلاثة أقزام يقومون بجلده ويخيرونه بين الموت والجنون ''الهبال''.. وهو مصير كل من يدخل تلك المدينة، لتأخذ أحداث النص منعرجا آخر بخروج الغريب من ''أرض الدمار'' إلى مدينة اللهو والحب أو ''أرض الأحلام'' التي تمنى العيش فيها، قبل أن يجد نفسه في مدينة يسكنها الخوف وتملأها الفتن، والتي لا تختلف كثيرا عن ''أرض الخراب''، يحكمها ملك جائر هوايته القتل وسفك الدماء. وأمام تشابك الأحداث يعود ''الغريب'' مجددا إلى مصيره ويروي ل''العجوز'' ما عاشه من تناقضين فتخبره أن ما مر به هما فترتان عاشتهما المدينة، لتختتم مشاهد النص المسرحي بتراجع ''العجوز'' عن محاولة الانتحار. من ناحية أخرى، أوضح أكرم جغيم أن عمله موجه بالدرجة الأولى للجيل القادم باعتبار أن صياغته ''الرمزية'' تعكس كل المراحل التي عاشتها الجزائر بحلوها ومرها؛ وما شخصية ''العجوز'' إلا تلك الذاكرة أو الوطن الذي يحفظ له ذلك، وبالتالي لا حاجة له إلى تزييف أو مغالطات محفوظة تاريخيا، مضيفا أن البعد الرمزي في الكتابة بإمكانه تقديم قراءات متعددة حسب المستويات، لأن المسرح يجمع مختلف الشرائح، و''الغريب'' على حد وصفه، هو رمز للجيل القادم الذي يحاول نبش ذاكرة الماضي، كما يمكن أن يكون رمزا لطموح الشاب الذي يريد العيش في وطنه الأم كابن له وليس غريبا عنه. وفي السياق ذاته، أشار عضو ''فرقة النوارس'' المسرحية، أن توظيف اللهجة العامية في حوار نصه المسرحي كان مقصودا لأن طبيعة النص تقتضي ذلك، كما أنها أضفت عليه نوعا من السهولة والبساطة، مؤكدا أن هذا النص المسرحي سيقتبس منه ''سيناريو'' فيلم قريبا، معتبرا أن العودة إلى نصوص القدامى ك''شكسبير'' و''موليير'' و''هاملت'' وغيرهم من رواد الكتابة المسرحية؛ أمر حتمي رغم حبه للتجديد، على أساس أنها القاعدة والأصل.