أقدم العديد من المواطنين الصحراويين بمدينة العيون على خطوة تعد هي الأولى من نوعها حسب ما أفادت به جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين، تتمثل في مغادرة المدينة إلى الضواحي الجنوبية الشرقية والسكن هناك، وذلك احتجاجا على القمع المغربي الممارس في حق المدنيين الصحراويين بسبب كفاحهم السلمي من اجل الاستقلال. وأفادت الجمعية بأن أزيد من 40 خيمة تضم عائلات بكاملها ، نصبت على بعد 25 كلم من مدينة العيونالمحتلة احتجاجا على المعاملة المغربية الحاطة من الكرامة الإنسانية في حق المواطنين الصحراويين العزل. وحسب ذات المصادر، "فإن هذا العمل النضالي الذي أقدم عليه سُكان المدينة، هو بمثابة نزوح جماعي للعائلات الصحراوية و يأتي أيضاً احتجاجاً على سياسة التهميش وقطع الأرزاق التي تنتهجها السلطات المغربية في حقهم وحرمانهم من الحق في التوظيف والعمل والإستمتاع بخيرات أرضهم، كما أن عملية النزوح الجماعي هاته تأتي أيضاً احتجاجاً على ما تعرض له وفد النشطاء الحقوقيين الصحراويين والمراقبين الأجانب القادمين من الجزائر بعد مشاركتهم في الندوة الدولية الأخيرة هناك". وقالت جمعية اولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين (افبريديسا)، بأن سلطات الإحتلال المغربية بمختلف تشكيلاتها قامت بمحاصرة منازل كل الصحراويين الذين نزحوا واعتصموا في الخيام، فضلاً عن تفتيشها لكل السيارات التي استقلها النازحون الصحراويون. وأكد المصدر ذاته، بأن السلطات المغربية أوفدت إلى مكان الإعتصام العديد من أعوانها المتمثلين في "الشيوخ" و"الأعيان"، معززين ببعض عناصر المخابرات، بهدف إقناع المعتصمين الصحراويين بإنهاء الإعتصام وعدم رفع أعلام الدولة الصحراوية، فضلاً عن إغرائها للمعتصمين بأنها "ستوفر لهم 35 منصب شغل في الإنعاش (الكارطية) كدفعة أولى"، وهو الشيء الذي رفضه المُعتصمون مُجمعين على القول "أنه ليست لديهم مطالب عند الدولة المغربية إلا الإنصياع للشرعية الدولية والكف عن نهب ثرواتهم، وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والإستقلال"".